1 أغسطس 2009
كم هو رائع أن نتمكن من أن نخطو خارج روتين حياتنا اليومية لبعض من الوقت إلى عالم آخر مليء بالمغامرة والتشويق. هو في الواقع نفس العالم، إلا أننا لا يمكننا أن نراه هكذا إلا من داخل مسرح القبة السماوية.
في هذا العالم، وفي هذا العالم فقط، وعندما تغلق الأبواب وتطفأ الأنوار، نشعر كأن مقاعدنا قد تحولت إلى أبسطة سحرية كالتي تخيلناها في طفولتنا؛ فبينما نجلس في أماكننا ننطلق عبر الزمان والمكان في رحلات استكشافية فريدة نرى فيها الكون كما لا يستطيع أن يراه الإنسان بعينه المجردة في الواقع ... على الأقل، حتى الآن!
ننتقل إلى الماضي لنرى الكون كما رآه أسلافنا في مطلع الزمان ونكتشف عجائب الدنيا التي صنعها الإنسان منذ آلاف السنين فظلت قرونًا طويلة حتى محتها الكوارث والحروب... ونبحر لأعماق البحار والمحيطات ثم نتسلق لأعلى قمم الجبال والبراكين... ونمعن النظر داخل أجسامنا فتنكشف لنا ملايين المعجزات اليومية؛ تستمر لنستمر... نبحث خارجًا وداخلاً عن أجوبة لعجائب كوكبنا وحياتنا؛ تلك العجائب التي لا حصر لها.
ويدفعنا فضولنا إلى أبعد من ذلك بكثير... إلى ما هو أبعد من كوكبنا... فنعبر المجموعة الشمسية بكل ما فيها من أجسام سماوية لكل منها ما لا يحصر من أسرار... وننطلق إلى الكون الفسيح الذي تملأه مجموعات نجمية ومجرات لا تنتهي مهما أطلنا أو أمعنا النظر.
بالفعل هو عالم رائع الإبهار ذلك الذي تقدمه القبة السماوية بمكتبة الإسكندرية لجمهورها. ومنذ افتتاحها في أكتوبر 2002 تبهر القبة السماوية الجمهور مستخدمة تقنيات متعددة كان أبرزها حتى وقت قريب هو نظام العرض السينمائي آي-ماكس والذي يقدم الصور السينمائية ذات البنية العملاقة.
وابتداءً من أغسطس 2009، وبفضل وزارة السياحة المصرية، تعمل القبة السماوية بمكتبة الإسكندرية أيضًا بنظام عرض ديجيستار3 وهو أحدث تقنيات العرض الخاصة بالقباب السماوية، والذي يتكون من مجموعة ثرية من الخاصيات الفلكية ثلاثية الأبعاد وقاعدة بيانات هائلة للأجسام السماوية تُمكِن المشاهدين من استكشاف الكون بشكل غير مسبوق. وهذا النظام الجديد سوف يُمكِن أخصائيي القبة السماوية، والذين قد نجحوا مسبقًا في إنتاج أول عرض مصري للقباب السماوية هو أيضًا الأول من نوعه الذي يتم تصنيعه بالكامل في الشرق الأوسط، من إنتاج عروض حديثة عالية التقنية باستخدام شاشات اللمس ومشاهدة ابتكاراتهم مباشرة على مسرح النجوم.
ويأتي تحديث القبة السماوية في التوقيت المناسب حيث تستعد مكتبة الإسكندرية لاستضافة المؤتمر العشرين للجمعية الدولية للقباب السماوية في يونية 2010؛ وهذه المؤتمرات الدورية هي الأكبر والأهم في عالم القباب السماوية حيث لا تقدم إلا أحدث وأعلى التقنيات في هذا المجال.