بانوراما فضائية للنظام الشمسي
تبين هذه الصورة النظام الشمسي كما يبدو لجهاز التصوير الدقيق، على متن السفينة الفضائية الأمريكية ميسنجر، المتجهة إلى كوكب عطارد، أصغر الكواكب وأقربها إلى الشمس. تم إنتاج هذه الصورة عن طريق دمج 34 صورة التقطتها ميسنجر في نوفمبر 2010. يظهر في الصورة ستة من الكواكب هي، من اليسار إلى اليمين، الزهرة، الأرض، المشتري، المريخ، عطارد وزحل.
صورة من:
NASA, Johns Hopkins University Applied Physics Laboratory, Carnegie Institution of Washington

 نشرت وكالة الفضاء والطيران الأمريكية ناسا حديثًا صورةً مدهشةً للنظام الشمسي، لقبت بالصورة العائلية للكواكب، حيث تبين ستة كواكب، وبعض الأقمار، منها قمر الأرض، في منظر واحد، والتقطت بواسطة السفينة الفضائية ميسنجر MESSENGER، المتجهة في مهمة علمية كبيرة إلى كوكب عطارد. تم تكوين هذه الصورة عن طريق تجميع 34 صورةً التقطتها ميسنجر فيEarth، 2010. والكواكب الستة هي، من اليسار إلى اليمين، الزهرة Venus، الأرض Earth ، المشتري Jupiter، عطاردMercury  وزحلSaturn .

 ولا يظهر في الصورة الكوكبان يورانوسUranus  ونبتون Neptune، لضعف لمعانهما، بسبب بعدهما الشديد، إذ كان الكوكبان على مسافة حوالي 3.0 و4.4 بلايين كم من مسينجر، على الترتيب، وقت التقاط الصورة، إلا أنه تم تحديد موقعيهما على الصورة. كذلك تسجل الصورة قمر الأرض، وأكبر أربعة من أقمار كوكب المشتري، التي يبلغ عددها 63 قمرًا. يرى القمر كنقطة ضوئية ضئيلة باهتة، أسفل يسار الأرض.

صورة رقم (1)
يبين هذا الجزء الذي تم تكبيره من صورة ميسنجر للنظام الشمسي الأرض والقمر معًا.

صورة رقم (2)
يركز هذا الجزء المكبر من صورة ميسنجر من الصورة الكوكبية العائلية على كوكب المشتري وأقماره الأربعة الكبيرة، التي تعرف بأسماء مأخوذة من الأساطير الإغريقية، هي آيو، يوروبا، جانيميد، كاليستو.

 ومن الجدير بالذكر أنه في 6 مايو الماضي، نجحت مسينجر في تصوير الأرض والقمر، من مسافة 180 مليون كم تقريبًا.

 
 تم إطلاق ميسنجر إلى الفضاء في 3 أغسطس 2004، من قاعدة كيب كانافرال الجوية، في ولاية فلوريدا الأمريكية، على متن صاروخ قوي من طراز دلتا 2. ومن المقرر أن تدخل مسينجر في مدار حول عطارد، في 18 مارس القادم، لتدرس الكوكب عن قرب لمدة عام تقريبًا. ولدى دخولها في مدار حول عطارد، ستكون مسينجر قد حلقت في الفضاء لما يقرب من سبعة أعوام، قطعت خلالها حوالي 8 بلايين كم، في مسار معقد، خلال الجزء الأوسط من النظام الشمسي، وستكون أيضًا أول قمر صناعي لعطارد. وميسنجر هي ثاني رحلة فضائية تسافر إلى عطارد، منذ أن قامت السفينة الفضائية الأمريكية مارينر 10 Mariner 10 (التسمية الإنجليزية لهذه المركبة الفضائية تعني "البحار") بطيرانها الثالث والأخير بالقرب من عطارد، في عام 1975. وحاليًا تتحرك ميسنجر في مسار حول الشمس، قريبًا من مدار عطارد. والاسم ميسنجر هو اختصار للتسمية الإنجليزية، التي تعني: "دراسة سطح عطارد، وبيئة الفضاء حوله، وخصائصه الكيميائية-الجيولوجية، وتضاريسه".

 
 وعطارد (قطره 4880 كم) هو أصغر الكواكب وأقربها إلى الشمس، وهو عالم صخري جاف، غلافه ضئيل لا يعتد به. وينتمي عطارد إلى الكواكب الأرضية، أي التي تشبه الأرض في طبيعتها وتركيبها. وسطح عطارد الوعر يشبه كثيرًا سطح القمر (قطره 3476 كم)، إلا أن الكثافة المتوسطة لعطارد أعلى بدرجة ملحوظة من الكثافة المتوسطة للقمر. ويأمل العلماء أن تمدنا أرصاد ميسنجر لعطارد بفهم أفضل لنشأة وتطور عطارد والأرض.

 ومن المثير أن صورة ميسنجر للكواكب ليست فريدة من نوعها، ففي 14 فبراير 1990، ومن على مسافة بلغت 6 بلايين كم تقريبًا من الأرض، التقطت السفينة الفضائية الأمريكية فويجر 1 Voyager 1 (التسمية الإنجليزية لهذه المركبة الفضائية تعني "البحار" أو "الرحال")، 60 صورةً للفضاء، تم تركيبها من أجل عمل بانوراما تبين ستة كواكب، هي الزهرة، الأرض، المشتري، زحل، يورانوس ونبتون. وحاليًا، تحمل السفينة فويجر 1 لقب أبعد مركبة فضائية، إذ يبلغ بعدها عن الأرض حوالي 17 بلايين كم.

  
المراجع:-

   
NASA
www.nasa.gov/

MESSENGER Mission Page
http://www.nasa.gov/mission_pages/messenger/main/

Wikipedia

أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك