عشر سنوات في مهمة إلى عطارد
4 أغسطس 2014


رسم توضيحي يبين السفينة الفضائية ميسنجر أثنا اقترابها من كوكب عطارد، أقرب الكواكب إلى الشمس.
صورة من: NASA/JHUAPL/Carnegie Institution of Washington.

في 3 أغسطس 2004م، انطلقت السفينة الفضائية الأمريكية ميسنجر، من قاعدة كيب كانفيرال الجوية، في مهمة جريئة تخاطر فيها بالاقتراب الشديد من سطح كوكب عطارد؛ لتبدأ رحلةً استكشافيةً غير مسبوقة، لأقرب الكواكب إلى الشمس وأصغرها حجمًا. والاسم ميسنجر هو اختصار للتسمية الانجليزية التي تعني "دراسة لسطح عطارد وبيئته الفضائية وتركيبه الجيوكيميائي وتضاريس سطحه"، ومن الطريف أن ميركيوري (عطارد) في الأساطير الرومانية كان رسولاً للآلهة، وهو ما يتناسب مع كلمة ميسنجر، التي تعني رسول في اللغة الإنجليزية.

وقد أبحرت ميسنجر عبر مسار بلغ طوله 7.9 بلايين كم، اشتمل على 15 دورة حول الشمس، وزيارة إلى (أو تحليق بالقرب من) الأرض، وزيارتين إلى كوكب الزهرة، وثلاث زيارات إلى عطارد، قبل الدخول في مدار حوله، في مارس 2011م، عندما أصبحت ميسنجر أول مركبة فضائية تدور حول عطارد.

ويصف آندي كالواي، مدير العمليات في برنامج ميسنجر، هذه المهمة الفريدة قائلاً: "لقد عملنا بنجاح في مدار حول عطارد لأكثر من ثلاث سنوات أرضية أو أكثر من 14 سنة عطاردية، ونحن نحتفل الآن ببلوغ هذه الذكرى السنوية العاشرة المبهجة. إن المركبة ميسنجر تعمل في أحد أصعب البيئات وأكثرها تحديًا في النظام الشمسي، ولقد واجهنا ذلك التحدي مباشرةً بالعمل الشاق وبالابتكار، وهو ما يتمثل في الاكتشافات المذهلة والبيانات التي تم الحصول عليها. ونحن فقط نشعر بالأسف لأننا لا نمتلك وقودًا يكفي لعشر سنوات أخرى، ولكننا نتطلع إلى اكتساب مادة علمية هائلة خلال الأشهر الثمانية المتبقية من المهمة". 

وميسنجر هي ثاني رحلة إلى عطارد، خلال تاريخ استكشاف الفضاء. وفي رحلة فضائية سابقة، زارت المركبة الأمريكية مارينر 10 عطارد ثلاث مرات خلال عامي 1974م و1975م، وقامت بجمع معلومات وافرة عما يقرب من نصف مساحة الكوكب. وتتميز مهمة ميسنجر بمسارها بين الكواكب، الذي تم تصميمه وتنفيذه ببراعة، وبخفة وزن حمولتها، وتصغير حجم الأجهزة الإلكترونية على متنها، وكل ذلك تم إنجازه خلال العقود الثلاثة التي مرت بين رحلة مارينر 10 لعطارد وانطلاق ميسنجر.

ويصف لاري نيتلر، نائب مدير الباحث الرئيس في برنامج ميسنجر، إنجازات فريق مسنجر قائلاً: "لقد أعادت المهمة كتابة فهم العلماء للكوكب، وقدمت لنا مفاجآت كثيرة. لقد بينت قياسات ميسنجر أن سطح عطارد قد تشكل بفعل نشاط بركاني، كما اكتشفت تضاريس فريدة شكلها فقد المواد المتطايرة، وأكدت وجود كميات كبيرة من جليد الماء محمية من حرارة الشمس في داخل فوهات نيزكية دائمة الظلمة بالقرب من قطبي الكوكب".

المراجع
NASA
www.nasa.gov/
Wikipedia
أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك
 
أجندة المركز
أخبار المركز

برنامج معرض مكتبة الإسكندرية للعلوم والهندسة 2023

اقرأ المزيد >>