صورة بالتلسكوب لعبور كوكب الزهرة أمام الشمس، الذي شوهد في مصر في 8 يونية 2004م.
التقطت الصورة من ساحة مكتبة الإسكندرية، وفيها يظهر كوكب الزهرة كنقطة سوداء في أعلى قرص الشمس. تم استخدام مرشح ضوئي (فلتر) خاص، يقلل من شدة إضاءة الشمس، ويحجب أشعتها الضارة.
تصوير أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك.

في صباح يوم الأربعاء، 6 يونية 2012م، تشهد كل قارات العالم ظاهرةً فلكيةً نادرةً وخلابةً، هي مرور كوكب الزهرة أمام الشمس، حيث يظهر الزهرة كنقطة داكنة تتحرك ببطء على قرص الشمس، وتعرف هذه الظاهرة باسم عبور الزهرة. ومن جميع أنحاء مصر، يمكن رصد عبور الزهرة مع شروق الشمس، في حوالي الساعة الخامسة صباحًا، حتى حوالي الساعة 6:45 صباحًا، عندما يغادر الزهرة قرص الشمس.

تحذير: لا تنظر إلى الشمس أبدًا بالعين أو من خلال المناظير. النظر إلى الشمس يسبب أضرارًا بالغةً للعين. لا تنظر إلى الشمس إلا باستخدام الأجهزة العلمية الخاصة لرصد الشمس، وتحت إشراف فلكيين متخصصين.

ويسعد مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية دعوتكم إلى الاشتراك في مراقبة عبور الزهرة، من ساحة مكتبة الإسكندرية، وذلك باستخدام أجهزة علمية خاصة، وبإشراف فلكيين متخصصين. تبدأ الأرصاد في الساعة السادسة صباحًا من يوم 6 يونية القادم.

وكوكب الزهرة، الذي يلقب بتوأم الأرض، لأنه يماثل الأرض في الحجم والكتلة، هو الكوكب الثاني في ترتيب البعد عن الشمس، وهو أقرب الكواكب إلى الأرض، وألمعها. وعادةً يرى الزهرة في السماء بالعين المجردة كنجم شديد البريق، في المساء، بعد الغروب، في الجانب الغربي من السماء، أو في الصباح، قبل الشروق، في الجانب الشرقي من السماء.

وسبب ندرة ظاهرة عبور الزهرة هو ميل مستوى مدار الزهرة بزاوية صغيرة على مستوى مدار الأرض. ويتكرر عبور الزهرة خلال دورة طويلة، تبلغ 243 سنةً، حيث يحدث في أزواج، تفصل بين كل حدثين فيها ثمان سنوات، وتتكرر الأزواج كل حوالي 105 سنةً أو 121 سنةً. فمثلاً، حدث عبور للزهرة في 9 ديسمبر 1874م، تلاه عبور آخر، بعده بثمانية أعوام، في 6 ديسمبر 1882م، وبعد مرور أكثر من 121 سنة، حدث عبور في 8 يونية 2004م، أي قبل ثمان سنوات من عبور الزهرة في يونية 2012م. وأقرب عبور للزهرة، بعد عبور عام 2012م، سيكون في ديسمبر عام 2117م، بعد ما يزيد على 105 سنة، يليه عبور آخر في ديسمبر 2125م. 

وقد تم رصد عبور الزهرة في عام 2004م، الذي استغرق أكثر من ست ساعات، من ساحة مكتبة الإسكندرية، وشاهده المئات من زوار المكتبة، من خلال تلسكوبات وأجهزة بصرية خاصة، في إحتفالية علمية كبيرة، نظمها مركز القبة السماوية العلمي. والآن يقترب موعد عبور جديد، يترقبه الفلكيون المتخصصون والهواة، في كل أنحاء العالم، بفارغ الصبر، فشارك معنا في الاستمتاع بمراقبة عجيبة سماوية، هي الأخيرة من نوعها في هذا القرن.

 

أيمن محمد إبراهيم – أخصائي أول فلك