نبذة عن المؤتمر

قدمت مصر للإنسانية حضارة عريقة امتدت لآلاف السنين اتصلت حلقاتها عابرة حدود الزمن منذ فجر التاريخ حتى الآن. وقد اهتم علماء التاريخ والآثار بدراسة هذه الحضارة وما خلفته من موروث حضاري غني بالإبداع والإنجازات التي لا حصر لها. ويُعد علم الآثار البحرية من العلوم الحديثة التي تهتم بدراسة الحضارة المصرية القديمة عبر عصورها المختلفة؛ من خلال المكتشفات الأثرية سواء تلك المكتشفة في باطن الأرض أو تحت أعماق البحار. وقد شهدت مصر اهتمامًا بمجال الآثار البحرية والغارقة منذ سنوات عديدة، حيث شُغِل كثيرون – أفرادًا ومؤسسات – بالبحث عن اللقى الأثرية الغارقة، وتتبُّع تاريخ المدن البحرية والمواني الحية والمندثرة، والتعرف على طرق الملاحة القديمة وما ارتبط بها من تجارة ونشاط بحري، وطفق الباحثون يسبحون في بحر هذا العلم الواسع المليء بالغموض ولذة الاكتشاف.

اهتمت وزارة الآثار المصرية بإتاحة الفرصة للبعثات الأجنبية المتخصصة في مجال الآثار البحرية والغارقة للتنقيب في مصر والتعاون العلمي والأثري معها، ليس هذا وحسب، بل أنشأت أيضًا في عام 1996 إدارة الآثار الغارقة، ومقرها مدينة الإسكندرية، لتكون الجناح المتخصص داخل الوزارة المنوطة بإثراء البحث الأثري والعلمي المصري في هذا المجال والجهة المسئولة عن كشف أسرار هذا العالم المبهر والعميق من التراث المصري، حتى تحولت هذه الإدارة حاليًّا إلى إدارة مركزية للآثار الغارقة، فاتسعت مسئولياتها العملية والعلمية لتشمل تنظيم العمل الأثري والمشاركة العلمية المتخصصة في مجال الآثار البحرية والغارقة ليس في الإسكندرية وحدها، ولكن في ربوع مصر كلها، سواء كان ذلك في البحر المتوسط أو البحر الأحمر أو نهر النيل. كما اهتمت مكتبة الإسكندرية الجديدة منذ إنشائها بإحياء التراث الحضاري المصري الثري المتمثل في مكتبة الإسكندرية القديمة، فاهتمت بمجال الآثار عامة، والآثار البحرية والغارقة خاصة، فعقدت المعارض والملتقيات وورش العمل وغيرها، وأصدرت الكتب والمطبوعات التي تتناول هذا الموضوع المهم، سواء من خلال مشروع الإسكندرية الذي يهتم بتوثيق مكتبة الإسكندرية القديمة وتراثها أو غيره من أنشطة المكتبة الجديدة ومراكزها البحثية.

وقد ارتأت مكتبة الإسكندرية، متمثلة في مشروع الإسكندرية، ووزارة الآثار المصرية، متمثلة في الإدارة المركزية للآثار الغارقة، احتفالاً بمناسبة مرور عشرين عامًا على إنشاء الإدارة المركزية للآثار الغارقة، أن نحتفي سويًّا بعلم الآثار البحرية والغارقة من خلال الدعوة إلى عقد مؤتمر الإسكندرية الدولي للآثار البحرية والغارقة في الفترة من 31 أكتوبر حتى 2 نوفمبر 2016 بمدينة الإسكندرية (مصر) لاستعراض الجوانب المختلفة لهذا التخصص ودراسة أحدث ما توصلت إليه الكشوف الأثرية المتخصصة في هذا المجال. ويتناول المؤتمر في أيامه الثلاثة المحاور التالية:

  1. المواني الأثرية:
    • المرافئ البحرية والمواني
  2. بناء السفن قديمًا:
    • القوارب والسفن في مصر القديمة.
    • القوارب والسفن في البحر المتوسط قديمًا.
    • السفن في العصر الإسلامي.
  3. المواقع الأثرية الغارقة: الكشوف الأثرية في مصر.

وقد شرف القائمون على المؤتمر بمشاركة المعهد الأوروبي للآثار الغارقة (Institut Européen d'Archéologie Sous-Marine – IEASM) بقيادة الفرنسي الأستاذ فرانك جوديو، ومركز الدراسات السكندرية (Centre d'Études Alexandrines - CEAlex) بقيادة عالمة الآثار الفرنسية الدكتورة ماري دومينيك نينا، من حيث الدعم المادي والمشاركة في التنظيم.

ويحظى المؤتمر بمشاركة نخبة من علماء التاريخ والآثار الدوليين والمصريين المتخصصين في دراسة الآثار البحرية والغارقة والمشاركين في بعثات أثرية عديدة في هذا المجال في داخل مصر وخارجها؛ حيث يشارك في المؤتمر نحو 25 عالمًا وأثريًّا من مصر، وفرنسا، وإيطاليا، وتركيا، والمملكة المتحدة، وبولندا، واليابان، وروسيا، وتونس، واليونان، والولايات المتحدة الأمريكية.

كما يُكرٍّم المؤتمر رواد الآثار البحرية والغارقة من الأفراد والمؤسسات، الذين بذلوا جهودًا متميزة وفارقة دعمت وأثرت هذا العمل الأثري في مصر، وساهمت في إرساء أسسه ودعائمه؛ حيث يُكرِّم المؤتمر:

  • اسم الأمير عمر طوسون.
  • اسم الأستاذ كامل أبو السعادات.
  • اسم عالمة الآثار أونور فروست.
  • جمعية الآثار بالإسكندرية.
  • الدكتور إبراهيم درويش.