المتحدثون

السيد فرانك  جوديو
مدير المعهد الأوروبي للآثار الغارقة ‏‎(IEASM)‎، فرنسا

السيرة الذاتية:

فرانك جوديو مؤسس ومدير المعهد الأوروبي للآثار الغارقة (IEASM) التابع لمؤسسة الآثار البحرية في الشرق الأقصى (FEFNA) في مانيلا بالفلبين، وعضو مؤسس وكبير المحاضرين الزوار في مركز أكسفورد لعلم الآثار البحري (OCMA) بجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة. وتحت قيادته أسفرت أعمال المسح والتنقيب في الميناء الشرقي بالإسكندرية، التي قدمها المعهد الأوروبي للآثار الغارقة (IEASM)، عن نشر أول خريطة لبورتوس ماغنوس عام 1996. كما عمل فريق جوديو في منطقة أبي قير شرق الإسكندرية على مسح جيوفيزيائي مكثف، ورسم خرائط للإقليم الكانوبي القديم الغارق في خليج أبي قير، على بعد 30 كم شمال شرق الإسكندرية، وقد كشفت النتائج طبوغرافيا المنطقة، وقاع فرع نهر النيل الغربي القديم، وأدت إلى اكتشاف مدينة ثونيس – هيراكليون عام 2000 بمينائها ومعابدها، ومدينة كانوب عام 1997. وقد عُرضت مجموعة منتقاة من المصنوعات المكتشفة في حفائر جوديو في معارض كبيرة متنقلة؛ منها معرض «أوزوريس وأسرار مصر الغارقة» (2015–2016)، و«مدن غارقة: عوالم مصر الضائعة» (2016)، ومعرض «كنوز مصر الغارقة» في بلدان مختلفة. نقَّب جوديو عن حطام خمس عشرة سفينة في الفلبين بالتعاون مع المتحف الوطني الفلبيني. وله إصدارات عديدة؛ مثل «الطوبوغرافيا المقدسة لثونيس – هيراكليون» (2015)، و«المسح الجيوفيزيائي للإقليم الكانوبي الغارق» (2015)، و«تطوير بورتوس ماغنوس في الإسكندرية والعمل عليها: نظرة شاملة» (2010).


الملخص:

ثونيس – هيراكليون والإسكندرية: مراكز مصر التجارية

فرانك جوديو
ثونيس – هيراكليون: محطة جمركية ومركز تجاري

يعد اكتشاف ثونيس – هيراكليون في مصب فرع نهر النيل في البحر الأبيض المتوسط مصدرًا للمعلومات التي فتحت مجالات بحثية جديدة؛ منها دور الموقع بين المجتمعات الساحلية الأصلية، وأنماط شَغْل المناطق الساحلية وإدارتها، وعلاقتها بتاريخ التجارة، وغيرها من المجالات البحثية. وتسمح تلك النظرة الشمولية، التي توضح أن المنطقة البحرية، وحوض نهر النيل، ومساحات الأراضي محطات سفر وترانزيت، بالإلمام بتفاصيل الموقع الكاملة من جوانبه التكنولوجية والاقتصادية. فدور ثونيس – هيراكليون كمحطة جمركية، وتنظيم المقايضات، والسياسات المعقدة هو ما جعل مصر تحتك ببلاد البحر المتوسط الأخرى.


بورتوس ماغنوس الإسكندرية
 
لقد جعلت الحملات الطوبوغرافية والاستطلاعية والحفائر الأثرية في الإسكندرية، وللمرة الأولى، تطوير بانوراما كاملة لبورتوس ماغنوس الشهير أمرًا ممكنًا، اعتمادًا على الملحوظات التي سُجلت في الموقع. فالطوبوغرافيا التي جُمِعَت مختلفة تمامًا عن تلك التي تُخُيلت من فهم النصوص. وبينما لم تعكس الاستكشافات الجيوفيزيائية لميناء الإسكندرية والحفائر التي تلتها روعة قصر الإسكندرية، إلا أنها ساعدت في عمل خريطة مفصلة للميناء الشرقي وما يحيط به. وقد أسفر البحث الدقيق عن الخطوط الخارجية، بل وأحيانًا هيكل المنشآت والمباني التي وُجدت من قبل بالقرب من القصر؛ مثل الموانئ الملكية، والتيمونيوم، وجزيرة أنتيرودس، وأرصفة الموانئ، وغيرها. فكانت ثورة في معرفتنا لطوبوغرافيا منشآت الميناء التي تخدم البازيليا؛ هذه المجموعة من القصور الساحلية على الضفة التي ضمَّت المباني الحكومية والمؤسسات الثقافية. فقد غيرت نتائج البحث معرفتنا بطوبوغرافيا الموانئ والقصور في الإسكندرية تغييرًا جذريًّا. وتتابعت دراسة أحواض رصيف الميناء؛ من أجل تحديد عمقها ونوع الترسيب فيها؛ حتى تتحدد أماكن الحطام، وتصميم أرصفة الموانئ. وقد صاحب تحديد العناصر المعمارية التي تغطي منطقة القصر ودراستها، استكشافات توضح تاريخ بناء المنشآت، وهجرها، وتدميرها. ولم يماثل تنظيم الموانئ تصورنا عنه؛ فهو متناسق أكثر من الناحية الفنية. فقد كان الميناء الشرقي خليجًا واسعًا، على حدوده أرصفة متعاقبة، بُنيت في العصر البطلمي، وحسَّنها الرومان لاحقًا (غرقت البنية التحتية للميناء في قاع البحر، أو بُني عليها سدود، وأرصفة، ومصارف منغلقة، وغيرها).