نظرة عامة على المجموعة الشمسية

شارك

إن الكون مكان هائل؛ ولا تمثل الأرض إلا جزءًا ضئيلًا منه. وعندما نحدق النظر في النجوم فإننا نجد الفضاء الشاسع يحدق فينا منتظرًا أن نستكشفه. ولكن دعونا لا نذهب بعيدًا، فاليوم سنتحدث عن المجموعة الشمسية فقط.

تتكون المجموعة الشمسية من الشمس، والكواكب، وتوابعها، بالإضافة إلى المذنبات والكويكبات. والشمس نجم يشع حرارة وطاقة، وهي أكبر أجسام المجموعة الشمسية؛ حيث تمثل 99.85% من كتلتها. والشمس مركز المجموعة الشمسية ويدور حولها ثمانية كواكب في مداراتها؛ وهي: عطارد، والزهرة، والأرض، والمريخ، والمشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون. وباستثناء الأرض، فإن جميع الكواكب الأخرى قد سميت تيمنًا بالأساطير الرومانية اليونانية.

أما عطارد، فإنه يسافر في السماء بسرعة كبيرة؛ ولهذا سمي تيمنًا باسم إله السفر والتجارة في الأساطير الرومانية. وأما الزهرة، فيضوي في السماء؛ ولهذا سمي تيمنًا بإلهة الحب والجمال. وأما الأرض، فاتخذت اسمها من اللغة الإنجليزية القديمة، وهي تعني ببساطة «الأرض». ونسبة إلى لونه المحموم، سمي المريخ تيمنًا بإله الحرب؛ في حين أن المشترى هو أكبر كواكب المجموعة الشمسية، ولذلك سمي باسم ملك الآلهة في الأساطير الرومانية. زحل هو إله الزراعة عند الرومان، وأورانوس هو اسم أقدم الآلهة؛ في حين أن لون نبتون الأزرق قد أكسبه اسم إله البحر.

ولم يذكر بلوتو في هذه القائمة عن قصد؛ لأنه لم يعد يعتبر من الكواكب. ففي عام 2006، أضاف الاتحاد الدولي للفلك معيارًا إضافيًّا لتوصيف الكواكب نص على أن الجرم السماوي يعتبر كوكبًا إذا كان يدور حول الشمس، ويكون مستديرًا أو شبه مستدير، ويكون له جاذبية قوية. وتعني الجاذبية القوية أن الكوكب لا بد أن يكون الجسم الأكبر في مداره، وأن يقوم بتنظيف المنطقة القريبة منه من أية أجسام كبيرة أخرى. وقد فشل بلوتو في تحقيق المعيار الثالث وهكذا فإنه يُعد الآن «كوكب قزمًا».

وبالإضافة إلى الكواكب في المجموعة الشمسية فهناك توابعها أيضًا، وهي أية أجرام تدور حول أجرام أخرى. مثًلا، الأرض جرم تابع لأنها تدور حول الشمس، والقمر تابع لأنه يدور حول الأرض، وهكذا. ومعظم كواكب المجموعة الشمسية لها توابع باستثناء الزهرة وعطارد.

تمثل الشمس وكواكبها وتوابعها جزءًا كبيرًا من المجموعة الشمسية، ولكم هناك أجرام أخرى لا تقل أهمية. فالمذنبات أجسام ثلجية تحتوي على الغبار، وثاني أكسيد الكربون، والأمونيا، والثلج، ويعتقد أنها بقايا. فبعد تكوين المجموعة الشمسية، صنعت بقايا الغازات والغبار المذنبات. وعلى جهة أخرى، فإن الكويكبات أجسام صخرية أصغر كثيرًا من أن توصف بالكواكب. والنيازك هي أية أجسام صغيرة تدور حول الشمس، وهي أحيانًا ما تكون نتيجة مذنبات اقتربت من الشمس ففقدت الغازات والأتربة، أو كويكبات صغيرة. وعندما تصل النيازك إلى غلاف الأرض الغازي، فإن حرارة الاحتكاك وشدته تسببان ظاهرة مرئية معروفة بالشهب. وهكذا، ما الشهاب إلا نيزك يحترق أثناء دخول غلاف الأرض الجوي.

قطر الشمس 1.391.000 كيلو متر، والمجموعة الشمسية جزء من مجرة درب التبانة التي تضم أكثر من مائتي مليار نجمة. ولأن الكون هائل الاتساع، لا يعرف العلماء عدد مجراته، ولكنهم وصلوا لعدد تقديري نحو مائة مليار مجرة، وذلك عن طريق مضاعفة عدد المجرات في منطقة معينة.

المجموعة الشمسية بأسرها جزء ضئيل من العالم الذي لا يزال البشر في أولى مراحل استكشافه؛ فعلى الرغم من كل ما نعرفه اليوم، فهناك كم لا نهائي من المعلومات التي لا نزال نجهلها. إن الكون كبير جدًّا، ونحن لم نتمكن حتى الآن سوى من زيارة القمر؛ إلا أنه بحلول عام 2030، تنوي وكالة الفضاء الأمريكية ناسا إرسال البشر إلى المريخ لأول مرة. ونأمل أنه خطوة بخطوة، سيضيء لنا العلم ظلمة الكون الشاسع التي تحدق صوبنا من السماء.

المراجع

bbc.com

coolcosmos.ipac.caltech.edu

nasa.gov

physics.org

smartconversion.com

solarviews.com

space.com

starchild.gsfc.nasa.gov

sun.org

universetoday.com


هذا المقال نُشر لأول مرة مطبوعًا في مجلة كوكب العلم، عدد شتاء 2017. 

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية