يوجد أكثر من 70 مليون شخص أصم في العالم، يتركز نحو 80⁒ منهم في الدول النامية؛ وذلك وفقًا لإحصائية الاتحاد العالمي للصم. وهؤلاء الأشخاص لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم باستخدام اللغة المنطوقة (الكلام)؛ لذا يلجئون إلى استخدام وسيلة أخرى للتواصل وهي لغة الإشارة.
لغة الإشارة وسيلة تواصل يدوية يستخدمها من يعانون الصمم أو لديهم إعاقة سمعية، وتعد لغتهم الأولى. فهي عبارة عن مجموعة من الإيماءات وتعبيرات الوجه ولغة الجسد وأشكال اليد والتي تنظم بطريقة لغوية؛ وكل إيماءة تسمى فردية لغوية وتتكون من 3 أجزاء مميزة، وهي: شكل اليد، وموضعها، وحركتها.
تعد لغة الإشارة لغة كاملة لها مفرداتها وبناؤها وقواعدها النحوية وترتيب كلماتها الخاصة؛ فضلًا عن معتقداتها الاجتماعية وسلوكياتها وفنونها وتاريخها وقيمها. ويعتقد المؤرخون أنها أقدم من اللغات؛ إذ ظهرت إشارات لها في كتابات أفلاطون في القرن الخامس قبل الميلاد، كما نشر أول كتاب لتعليم لغة الإشارة في القرن السابع عشر الميلادي؛ وتطورت اللغة بمرور الزمن.
آخرون يستخدمون لغة الإشارة
لا يقتصر استخدام لغة الإشارة على من يعانون من مشكلات سمعية فحسب، بل تستخدم بعض العائلات أيضًا إشارات بسيطة للتعبير عن بعض الكلمات مع الأطفال الصغار الذين لا يعانون الصمم؛ قبل أن يتمكنوا من نطق الكلمات. وكذلك يستخدمها بعض الرهبان الذين يمارسون نذر الصمت٬ ويمكن أن تكون مهمة أيضًا لبعض الأشخاص الذين يعانون من التوحد أو عسر الكلام أو الشلل الدماغي أو متلازمة داون.
.jpg)
هل لغة الإشارة لغة عالمية؟
يعتقد بعض الناس أن جميع دول العالم تستخدم لغة الإشارة نفسها، ولكن هذا غير صحيح. فيوجد نحو 300 لغة إشارة حول العالم، وكل لغة إشارة بها لغة عامية أو لهجات إقليمية، كما تستخدم يد واحدة في بعض لغات الإشارة؛ مثل أمريكا وفرنسا. وفي بعض اللغات الأخرى تستخدم كلتا اليدين؛ مثل بريطانيا وأستراليا، لذا فهي ليست لغة عالمية.
ومع ذلك، توجد لغة إشارة دولية يستخدمها الصم في الاجتماعات الدولية أو بشكل غير رسمي عند السفر والتواصل الاجتماعي. وهي تعد شكلًا مبسطًا من لغة الإشارة وليست معقدة مثل لغات الإشارة الطبيعية، إذ أن إشاراتها محدودة.
أنواع أخرى من لغة الإشارة
- هجاء الأصابع: تستخدم هذه الطريقة في حالة عدم تذكر علامات لغة الإشارة؛ وفيها يتم تهجئة الحروف على يديك لتكوين الكلمة، فلكل حرف من الأبجدية علامة.
- الإشارة اللمسية (التتبع): تستخدم هذه الطريقة في حالة الصمم مع ضعف البصر٬ إذ لا يستطيع الشخص رؤية الإشارة؛ فتستخدم هذه الطريقة على يد هذا الشخص وليس على يديك.
اليوم العالمي للغات الإشارة
أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23 سبتمبر يومًا دوليًّا للغات الإشارة، إذ يوافق هذا اليوم ذكرى تأسيس الاتحاد العالمي للصم في عام 1951. فهو بمثابة تذكير سنوي بذوي الإعاقة السمعية؛ مما يزيد من وعي المجتمع تجاههم وتعزيز ثقافتهم ولغتهم وضمان حقوقهم.
الخاتمة
تنبع أهمية لغة الإشارة من كونها حلًا لأحد المشكلات المجتمعية، ودونها لا يستطيع ذوي الإعاقة السمعية التواصل مع المجتمع؛ مما يعرضهم للنبذ والإهمال. فباستخدام لغة الإشارة يمكن لهؤلاء الأشخاص الاندماج في المجتمع، والاستفادة من قدراتهم؛ فهم جزء لا يتجزأ من المجتمع.
المراجع
ai-media.tv
bbc.co.uk
internationaldays.org
makeitfable.com
ndcs.org.uk
sense.org.uk
washington.edu