الطاقة البخارية والثورة الصناعية: 1760–1840

شارك

بدأت الثورة الصناعية في إنجلترا وانتشرت بعد ذلك في جميع أنحاء أوروبا ثم في أمريكا الشمالية في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر؛ حيث تغيرت حياة الناس العاديين بشكل كبير وإلى الأبد، وذلك من خلال سلسة من الاختراعات الهندسية والإنجازات الصناعية مما ساعد الصناعة على التطور بسرعة كبيرة لدرجة أن المجتمع بالكاد يستطيع مواكبة هذا التطور.

وكان الهدف الأساسي من هذه الثورة الصناعية هو الاعتماد بدرجة أقل على الأيدي العاملة البشرية في عمليات التصنيع، ومن بين الأهداف أيضًا تغيير الخطوات الصناعية التي كانت تعتمد على البشر إلى شكل آخر يعتمد على الآلات، وهي فكرة استحوذت على تفكير المهندسين والصناعيين لسنوات عديدة مضت. وقد تحقق هذا الحلم في هذا الوقت، وذلك بفضل عدد من الاختراعات والاكتشافات الهندسية. وتأتي الطاقة البخارية واختراع محرك البخار وتطويره على رأس هذه الاكشافات.

وفي الأساس، تم تطوير الطاقة البخارية ببطء خلال مئات السنين؛ ففي أوائل القرن السابع عشر، قد تطورت إلى أجهزة باهظة الثمن ومحدودة، ومع بداية الثورة الصناعية تحولت الطاقة البخارية إلى تطبيقات عملية. وكان المحرك البخاري واحدًا من أهم الاختراعات خلال الثورة الصناعية. فكان هذا المحرك جهازًا بسيطًا يستخدم الماء المغلي؛ وذلك لإنشاء حركة ميكانيكة لاستخدامها في عمل مفيد.

تم استخدام المحرك البخاري في العديد من المجالات الصناعية، وخاصة التعدين؛ حيث تم استخدام المحركات الأولى لضخ المياه من أماكن عميقة. كانت العديد من الطواحين القديمة تعمل باستخدام الطاقة المائية. ولكن باستخدام المحرك البخاري سيصبح من الممكن بناء المصانع في أي مكان، ليس فقط بالقرب من المياه. وكانت الطاقة المائية متغيرة على حسب المواسم، ولم تكن متوفرة في بعض الأحيان نتيجة التجمد والفيضانات وفترات الجفاف.

وفي عام 1775، قام جايمس وات بتشكيل شراكة مع المصنع ماثيو بولتون في الهندسة وبناء المحركات. وتعد هذه الشراكة من أهم الشراكات خلال الثورة الصناعية، وكانت بمثابة نوع من أنواع المراكز الفنية المبتكرة للكثير من كيانات الاقتصاد البريطاني. قام الشركاء بحل المشكلات التقنية، وقاموا بنشر هذه الحلول إلى الشركات الأخرى. وقد قامت شركات مماثلة بالشيء نفسه في الصناعات الأخرى، وكانت ذات أهمية خاصة في صناعة الأدوات الآلية.

وكانت هذه التفاعلات بين الشركات مهمة؛ لأنها قللت من الوقت المطلوب للبحوث، كما قللت من الأموال التي كانت تنفقها كل شركة خلال عملها مع مواردها الخاصة. حدث التقدم التكنولوجي في الثورة الصناعية بسرعة جدًّا؛ لأن الشركات في كثير من الأحيان كانت تقوم بتبادل المعلومات، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك لتطوير تقنيات أو منتجات جديدة.

ومن المناجم مرورًا بالطواحين، كانت للمحركات البخارية استخدمات عديدة في عدد من الصناعات الأخرى. قامت المحركات البخارية بتحسين القدرة الإنتاجية والتكنولوجية، وساعدت على إنشاء محركات أصغر وأفضل. بعد قيام ريتشارد تريفيثيك بتطوير المحركات ذات الضغط العالي، أصبحت تطبيقات النقل ممكنة، وانتقلت المحركات البخارية إلى المراكب والسكك الحديدية والمزارع والمركبات على الطرق. إن المحركات البخارية مثال على كيف أن التغييرات التي أحدثتها الثورة الصناعية أدت إلى تغييرات أكبر في مجالات أخرى.

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية