اختراعات غيرت مجرى التاريخ: الساعة

شارك

لاختراع الساعات تأثير ملحوظ في التاريخ، فأي عمل يحتاج لجدولة يتطلب معرفة الوقت من أجل إنجازه. فهناك تجارب علمية لا تحصى تتطلب ساعة توقيت إلى جانب العديد من الأشياء الأخرى. ومن ثَمَّ، عملت الساعة على إبقاء كل شيء منظمًا.

من أولى المحاولات لقياس الوقت كانت المزولة. وهي تتكون من رمح عمودي يلقي بظله عكس اتجاه الشمس. ويمكن للشخص بعد ذلك التعرف على الوقت بناءً على مكان الظل. وكان التصميم به بعض العيوب بالتأكيد؛ لأنه كان يتطلب وجود ضوء الشمس حتى تعمل الساعة، وبالتالي كانت لا تعمل كلما كانت الأحوال الجوية غير مستقرة أو بعد غروب الشمس. احتاج القدماء تصميمًا آخر، وهو تصميم يتغلب على مشكلات المزولة، وهذا يعني أن يبدأ البحث عن جهاز لا يعتمد على الأجرام السماوية.

جاءت الساعة المائية كمحاولة ناجحة لتحل محل المزولة. وكانت النظرية معتمدة على تدفق المياه الموجودة داخل وعاء من خلال فتحة موجودة في مكان ثابت. شكل آخر من أشكال الساعة المائية هو الساعة الزجاجية والتي استبدلت الماء بالرمال. عام 900 قبل الميلاد، أثمرت المحاولات التي أجريت لتحسين دقة آلات قياس الوقت. وبعض الحلول غير العلمية كانت الشموع والمصابيح التي تحترق بمعدلات يسهل التنبؤ بها.

وكانت أكثر أنواع الساعات عملية تلك التي ظهرت في القرن الثامن عشر، والتي استوحيت من الأثقال المتساقطة. وعلى الرغم من كون الجهاز أحسن قليلاً من الساعة المائية فيما يتعلق بالدقة، فتم تصنيعها لتتناسب مع الأبعاد الأصغر. وللزنبرك الملفوف نفس التأثير على الأحمال المتساقطة، ولكنه يحتاج مساحات أصغر. وقد تحسنت طريقة استخدام الأحمال المتساقطة ببطء مع مرور الوقت بدون أية إضافات كبيرة، وذلك حتى ابتكر.

هنري دي فيك ميزان الساعة في عام 1360. وميزان الساعة آلة تستخدم ترسًا يدور باستمرار لخلق حركة متأرجحة، والتي في حالة الساعة، تستخدم لقياس الوقت. وقد سمح تطوير الساعات التي تعمل بالتأرجح بقفزة غير مسبوقة في الدقة خاصةً بعد التطور الكبير فيها فظهر البندول.

والبندول، وهو قائم على مبدأ بسيط، حمل متأرجح يستخدم لقياس الوقت. في العصر الحديث، أثبتت الفيزياء أن البندول يستغرق بعض الوقت للتأرجح من اليسار لليمين بغض النظر عن زاوية بداية تأرجحه. وقد ألهم ابتكار البندول العلماء، وقاموا ببعض التعديلات على تصميم الساعة، والتي أدت بدورها إلى ظهور الساعة الميكانيكية التي نعرفها الآن.

تأثرت الساعات بالتاريخ كما أثرت به. فقد خطرت لأينشتاين نظرية النسبية وهو يقود سيارته ويبتعد عن برج ساعة. وعلى الرغم من ذلك، فلم تكن الساعة يومًا قوة دافعة للمجتمع؛ ولكن تم تطويرها بشكل مستقل عن الثقافة، ثم اكتشف العلماء، ورجال الأعمال، والمواطنون العاديون حاجتهم للاستفادة القصوى من آلة الزمن تلك لأقصى حد.

المراجع

www.mikalsen.eu
http://services.eng.uts.edu.au

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية