حقائق عن الحشرات

شارك

الملح القاتل

هل تعلم أن الملح الذي تقوم برشه على طعامك كل يوم كعنصر أساسي من عناصر الغذاء هو في الواقع قاتل لكائنات أخرى؟ فإذا غزا البزاق منزلك على سبيل المثال، فكل ما تحتاجه هو ملح الطعام للقضاء عليه. ولكن لماذا يحدث ذلك؟

حسنًا، إذا رأيت البزاق من قبل، فبالتأكيد تعلم أنه لزج ومنتفخ مثل أنبوب صغير مليء بالهلام. فيتكون جسم البزاق غالبًا من الماء بسبب عدم وجود صدفة خارجية له؛ فهو يقوم بحماية جسمه من الخارج عن طريق إفراز مخاط وقائي مما يجعل من الصعب على الطيور اصطياده. وبما أن حماية أجسامها هو سبيلها الوحيد للحياة، فهي تفضل البقاء في أماكن رطبة ومبللة، ولا تخرج من مخبئها إلا خلال الليل.

إذًا، ماذا يحدث عندما تقوم برش الملح عليها؟ الملح استرطابي، مما يعني أن له القدرة على سحب جزيئات المياه من البيئة المحيطة والحفاظ عليها. فيكون الملح محلولًا ملحيًّا على غشاء البزاق مما ينتج عنه عدم توازن بين كمية الملح في الخارج والداخل؛ فيؤدي ذلك إلى التناضح؛ حيث تتحرك على أثره المياه من المكان الذي توجد به بكثرة إلى المكان الذي توجد به بكميات أقل من أجل إعادة التوازن. وبالتالي، يسمح جلد البزاق القابل للنفاذ للمياه بالخروج من جسمها مما ينتج عنه جفاف البزاق وموته في النهاية.

العناكب الماكرة

هل رأيت جدتك من قبل وهي تحيك سترة ببطء ومهارة؟ قد لا تكون جدتك الوحيدة في الغرفة التي تعمل على حياكة تصميم معقد؛ فيمكن أن يكون هناك عنكبوت صغير يقوم بنفس الشيء في زاوية صغيرة في سقف الغرفة. ونحن دائمًا ما نقوم بإزالة أية شبكة عنكبوتية نجدها أمامنا عندما نقوم بتنظيف منازلنا، ولكن هل فكرت يومًا كيف تصنع تلك الشباك؟

غزل الشباك هو أمر غريزي لدى العناكب. فلديها غدد خاصة تقوم بإنتاج بروتينات الحرير التي تذوب في محاليل المياه، وبروتينات الحرير سائلة؛ فينبغي أن تمر بعملية معينة قبل أن تصبح أليافًا تستخدم في الغزل. عندما يدخل البروتين السائل للقناة التي سيخرج من خلالها، تمتص الخلايا المياه من بروتين الحرير والذي يتفاعل مع الهيدروجين بعد ذلك.

تلك العملية تحول المادة الهلامية إلى ألياف، والتي تستخرج من ثم عن طريق الغدد الغزلية وتتصلب عند تفاعلها مع الهواء. هذا الحرير مكون من عدة شرائط بما أن العناكب لها عدة مغازل موجودة خلف البطن تنتج الألياف، والتي تلتصق ببعضها؛ لتستخدمها العناكب بعد ذلك في بناء شبكات خفيفة الوزن.

يعد الحرير الذي تصنعه العناكب من أقوى أنواع الألياف في العالم؛ فهو متين ومرن في نفس الوقت. فليس من الغريب وجود بحوث واسعة النطاق للوقوف على كيفية صناعة تلك الألياف؛ فالكثير يتمنون صناعة نسخة اصطناعية منها. ولأنها خفيفة الوزن ومتينة، فسيكون لها آلاف الاستخدامات.

ذهول وحيرة

دائمًا ما نرى الحشرات تحوم حول مصادر الضوء، خاصة خلال فصل الصيف؛ حتى إنه توجد مصيدة تجذب الحشرات للضوء ثم تقوم بصعقها. ولكن، ما الذي يجذب الحشرات للضوء مرارًا وتكرارًا؟ فبينما تقول المقولة الشهيرة "كما ينجذب العث للهب" ما الذي يجعل العث يشتهي الموت؟ وبأخذ العث كمثال، هيا بنا نستكشف تلك الظاهرة بعمق أكثر.

هناك مبدأ هام ينبغي أخذه في الاعتبار وهو أن بعض الكائنات الحية إما أن تنجذب إلى مصادر الضوء أو أن تبتعد عنها؛ وهذا السلوك يعرف بالانجذاب الضوئي. وبما أن العث ينجذب للضوء، فهي تعتبر كائنات إيجابية الانجذاب للضوء. ولا يوجد إجابة وافية عن تلك الظاهرة؛ ولكن هناك بعد الافتراضات.

فيعتبر كلٌّ من القمر والنجوم مصدرين هامَّين لكثير من المسافرين الذين يعتبرونهما دليلاً؛ وبالمثل، تهاجر أسراب العث وبالتالي يجب أن يكون لديها نظام ملاحة داخلي. ويعتقد أن القمر هو نقطة الالتقاء التي تساعدها على إيجاد الطرق الصحيحة؛ فعلى الرغم من عدم تمكنها من الوصول إليه أبدًا، فإنها دائمًا ما تنجذب إليه. وعندما يرى العث مصدر ضوء آخر، فإنها تتعامل معه بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع القمر وتهرع نحوه، مما يتسبب في فقدانها لمسارها الصحيح وتصبح مشوشة.

وتوجد نظرية أخرى ترى أن غريزة العث للطيران نحو الضوء هي آلية للهروب. وبما أنها تنشط خلال الليل، فمصدر الضوء سيكون السماء والقمر، وعندما تطير صوبها فإنها ترتفع لأعلى بعيدًا عن الظلام. وبذلك، فرد فعلها عند مواجهتها للخطر هو الطيران لأعلى صوب مصدر الضوء.

المراجع

www.wired.com
pets.webmd.com
www.livescience.com
animals.howstuffworks.com
www.thenakedscientists.com


*المقال منشور في مجلة «كوكب العلم»، عدد خريف 2014 «كيف تعمل الأشياء».

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية