النفايات الإلكترونية

شارك

كل عام نقوم بشراء أجهزة إلكترونية ومعدات حديثة لمواكبة متطلباتنا واحتياجاتنا. معظم الأجهزة التي نتخلى عنها ينتهي بها الحال في مكبات النفايات. النفايات الإلكترونية واحدة من المشكلات المتنامية في العالم، وذلك وفقًا للبرنامج البيئي التابع للأمم المتحدة، فينتج العالم من 20-50 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية سنويًّا.

معظم الأجهزة الإلكترونية التي يتم التخلص منها الموجودة في مكبات النفايات تحتوي على معادن ثقيلة سامة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم. هذه المركبات السامة تتسرب إلى الهواء والتربة والماء، ملوثة البحيرات والمجاري المائية، جاعلة إياها غير صالحة للشرب والسباحة وصيد الأسماك ومهددة للحياة البرية.

عديد من المواد التي يتم استخدامها في تلك الأجهزة يمكن إعادة تدويره ليتم استخدامه في أجهزة إلكترونية أخرى؛ فيمكن استخدام المعادن والبلاستيك والبطاريات ومواد التغليف الموجودة في بعض الأجهزة مثل أجهزة المحمول في أجهزة جديدة. والمعادن مثل الذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم والروديوم والنحاس والقصدير والرصاص والزنك – يمكن  معالجتها واستخدامها في صناعة المجوهرات والطلاء والأجهزة الإلكترونية وأدوات السباكة والسيارات.

للأسف نسبة صغيرة من النفايات الإلكترونية يتم إعادة تدويرها؛ لأن الطرق المتخصصة التي تكون عادةً "عالية التقنية" مطالبة بمعالجة النفايات الإلكترونية بطرق تضمن المعالجة القصوى للمواد. وهكذا، فهناك كميات كبيرة من النفايات الإلكترونية في العالم تسافر لمسافات طويلة، غالبًا للبلدان النامية؛ حيث يتم استخدام تقنيات بسيطة لاستخراج المواد الهامة أو الأجزاء المعاد تدويرها للاستخدام فيما بعد.

أكثر من 90% من مكبات نفايات النفايات الإلكترونية لا تتبع أي معايير بيئية. ومن الأرخص نقل النفايات الإلكترونية للبلدان النامية عن إعادة تدويرها محليًّا؛ وأكثر وجهات للنفايات هي البرازيل، والصين، وغانا، والهند، ونيجيريا، وباكستان، والفلبين.

وتعد الصين أكثر مكان يستقبل نفايات؛ فتستقبل حوالي 70% من النفايات العالمية التي يتم إنتاجها سنويًّا. في عام 2020 من المتوقع أن تزيد النسبة التي تستقبلها الصين من النفايات الإلكترونية الناتجة من أجهزة الحاسب الآلي – إلى 200-400%، والناتجة من أجهزة المحمول إلى 700%.

وتعالج شركات إعادة التدوير غير الرسمية في هذه البلدان حوالي 50-80% من هذه النفايات، فتقوم في الغالب بتمزيقها، وحرقها، وتفكيكها، مما يشكل خطرًا على صحة الإنسان والبيئة ويضر بها بسبب اتباعها إجراءات غير آمنة. والعمال بمواقع النفايات الإلكترونية معرضون للإصابة بالطفح الجلدي، ومرض السرطان، وأمراض الأعصاب، وتلف المخ. وفي منطقة جويو في الصين لدى العمال مستويات عالية من المركبات المثبطة للاشتعال السامة، وأكثر من 80% من الأطفال مصابون – بالفعل – بتسمم الرصاص.

في الصناعات ينبغي أن تبدأ إدارة النفايات الإلكترونية عند نقطة الإنتاج. ويمكن تحقيق ذلك عن طريق تقنيات تقليل النفايات، وعن طريق التصميم المستدام للمنتجات. فعن طريق تقليل كمية المواد الخطيرة التي تستخدم خلال عملية الإنتاج وكمية المواد الخام الفائضة في المخازن – يمكن تقليل كمية النفايات.

وتقترح بعض المؤسسات وبعض منتجي الأجهزة الإلكترونية طريقة مقنعة وآمنة للتخلص من الأجهزة التالفة أو التي انتهى عمرها. فيعرضون برامج لإعادة التدوير و"الاستعادة" قليلة أو معدومة التكلفة. وتشمل المقترحات إعادة المواد لأماكن بيعها، أو وضعها في نقطة تجميع، أو إرسالها بالبريد إلى منتجيها.

كما توجد أيضًا المنظمات الخيرية التي تقوم بنفس المهمة. انظر حول منزلك فستجد أجهزة إلكترونية قديمة غير مستخدمة. تبرع بها أو قم ببيعها؛ أعد تدويرها وحافظ على البيئة.

المراجع

http://www.theguardian.com/sustainable-business/electronic-waste-developing-world
http://www.openideo.com/challenge/e-waste/brief.html
http://www.who.int/ceh/risks/ewaste/en

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية