عندما نفكر في البراكين، فنحن نميل إلى الاعتقاد أنها سلوك أرضي 100٪، ولكن مر وقت حتى اكتشف العلماء ما إذا كان يوجد شيء آخر يحث البراكين على الانفجار. وقد طرح الفلاسفة والعلماء على مر سنوات سؤالًا مهمًّا في عديد من الأبحاث: هل يمكن لمراحل القمر التحكم في انفجار البراكين؟ أو توقع انفجارها؟ ترتفع وتنخفض أمواج المد والجزر على الأرض يوميًّا نتيجة سحب جاذبية القمر. فإذا كان القمر يؤثر في المياه مسببًا حدوث أمواج، فلمَ لا يكون له تأثير في الأرض كذلك؟ ومن هنا، أُجريت دراسة للتحقيق في إمكان القمر التسبب في الانفجارات البركانية على الأرض.
وبناءً على معتقدات الجيولوجيين، فمن المرجح أنه توجد صلة ما بين الانفجارات البركانية ومراحل القمر. فيعتقدون أنه عندما يكون القمر بدرًا، وعندما يصطف كلٌّ من القمر والشمس خلف الأرض، أو عندما يوجد قمر جديد بين الأرض والشمس، فإن سحب جاذبية الأرض، والمعروف أيضًا بمد الأرض، يصبح في أقوى حالاته إلى درجة تمكنه من إطلاق بركان. ولكن ما يزال العلماء غير واثقين مما إذا كان بإمكان هذا التسبب في بركان؛ لعدم كفاية الأدلة. وعلى الجانب الآخر، فهم يقولون إنه من المرجح جدًّا أن يكون للقوة المدّية دور مهم في تحديد الوقت الذي قد يحدث عنده انفجار بركاني بدقة.
البراكين على سطح القمر
هل الأرض هي الجسم الوحيد في الكون الذي يحتوي على براكين؟ يعتقد العلماء أن البراكين كانت موجودة على القمر منذ عصر الديناصورات وفي معظم تاريخ سنوات القمر البالغ نحو 4600 مليون. ولكن، عندما اُكتشف النشاط البركاني على القمر لأول مرة، اعتقد العلماء أنهم ينظرون إلى بحار من المياه القمرية. فقد كانت سهول واسعة من الحمم البازلتية تغطي مساحة كبيرة من سطح القمر، وقد ترسبت هناك منذ ملايين السنوات عندما كان القمر مدمرًا إثر انفجارات بركانية عنيفة.
صرحت مركبة ناسا المدارية لاستكشاف القمر LRO أن النشاط البركاني على القمر لم يتوقف فجأة منذ مليارات السنوات، ولكنه أخذ في التباطؤ بالتدريج؛ مما أعطى الباحثين دليلًا قويًّا يدعم تصريحهم. ولطالما اعتقدنا أن القمر مكان بارد وميت؛ ولكن العلماء اكتشفوا خيوطًا وأدلة على عشرات من التجشؤات البركانية خلال المائة مليون عام المنصرمة، والتي يمكن اعتبارها بقعة فقط على الجدول الزمني الجيولوجي. كذلك يعتقدون أنه من المرجح للانفجارات البركانية أن تحدث، ولكن على الأرجح ليس في أثناء حياة البشر. وكشف هذا الاكتشاف أيضًا عن مكان ما زالت الحرارة تُطلق فيه بشكل غير متقطع. وعلى قول العلماء، قد اتضح أن القمر أكثر دفئًا مما كانوا يظنون.
إنا
وفي عام 1971، وعلى متن أبولو 15، التقطت صورة لحفرة صغيرة غريبة على سطح القمر؛ فكانت فريدة وغامضة في آن واحد. لا أحد يعلم أصولها، ولا الغرض منها؛ ولكن أسماها العلماء «إنا». وطرحوا افتراضات ونظريات حول تكونها. وواحدة من تلك النظريات تقول إنه في حالة حدوث البراكين الحقيقية، فإن فوهات البركان مثل «إنا» تتشكل عندما تنهار المادة في قمة البركان بعد جفاف الحمم أسفل البركان بعد حدوث الانفجار. فهل من المحتمل أنه عندما كانت «إنا» جالسة على قمة القبة البركانية المنخفضة، انهارت تلك القبة بشكل غير متساوٍ وحديث نسبيًّا، مشكلةً ذاك الترقيع الموجود الآن؟ وتقول نظرية أخرى إن الغازات المحتبسة مثل ثاني أكسيد الكربون والماء سخنتها الحمم الموجودة أسفلها لدرجات حرارة مرتفعة جدًّا حتى جعلتها تنفجر بعنف مخترقة القشرة. ونتيجة لذلك، طافت الصخور والحطام في كل مكان لمسافة أميال.
اتفق فريق من الباحثين من مهمة LRO على أن تضاريس «إنا» قديمًا تختلف عن تضاريسها حديثًا. ولكن خلافًا لما افترضه علماء آخرون، لا يظنون أن أكثر المناطق إشراقًا صغيرة العمر كما قيل من قبل. فقد أُخذت صور أخرى عالية الجودة من المدار، ودلت على وجود عدد جيد من الفوهات البركانية هناك.
ولعشاق علم الفلك ممن يشعرون بخيبة أمل، ظانين أنه ليس باستطاعتهم رؤية «إنا» مالم يكونوا من ركاب أبولو 15. فالخبر السار أنه يمكنكم بالفعل رؤية «إنا» من موقعكم على الأرض. فيمكنكم دومًا فعل هذا باستخدام خريطة ACT-REACT كما يفعل معظم الأشخاص، ولكن إذا كنتم من هؤلاء الذين يألفون القمر بشكل عام، ولديكم تليسكوب ثماني بوصات أو أكبر، فبإمكانكم اختيار ليلة يكون فيها القمر في مرحلة الربع مع هواء هادئ وبلا سحب، وحينئذٍ ربما يمكنكم رؤيتها. ولأن «إنا» تصبح أكثر وضوحًا عندما يصطدم بها الضوء من زاوية منخفضة، يجب عليكم دائمًا استخدام ضوء شديد القوة أثناء البحث عنها.
المراجع
archives.nbclearn.com
astrobob.areavoices.com
nasa.gov
newscientist.com
science.nasa.gov