المقالات

رهاب الحيوانات والحشرات

شارك

تعرفنا سابقًا على الرهاب، وتعريفه، وأنواعه المتعددة، وطرق تصنيف العلماء له؛ فالرهاب أحد أنواع اضطرابات القلق المبالغ فيها، والتي تدفع مريض الرهاب نحو معاناة غير عقلانية نتيجة التواجد بالقرب من كائن ما، أو مكان محدد، أو تجربة وضع معين اختبره سابقًا، الأمر الذي يشعره بالرعب الشديد، فتعتريه نوبات من الأعراض الجسدية والعاطفية.

يبرز رهاب الحيوانات جليًّا بين أنواع الرهاب المختلفة، ويرجع ذلك إلى تنوع وانتشار مملكة الحيوان من حولنا؛ فأينما كانت البيئة التي يحيا بها الفرد، سواء صحراوية، أو مدارية، أو حتى في قلب المدينة، فلن ينفك كل منا أن يختبر تجربة المرور بجوار أحد الحيوانات أو الحشرات. وينتشر رهاب الحيوانات بين النساء بدرجة كبيرة؛ ويعد رهاب الحشرات، والأفاعي، والعناكب أشهر أنواع رهاب الحيوانات.

رهاب الحشرات Entomophobia

يعرف بأنه الخوف الشديد والمستمر من الحشرات. ويختلف عن إحساس التقزز أو النفور المعتاد منها، إذ أنه قلق دفين من التواجد بالقرب من الحشرات، أو رؤيتها، أو مجرد التفكير بها وتخيل شكلها؛ يصاحبه أعراض الرهاب المعتادة من تعرق، ورعشة، وضيق الصدر، وتسارع ضربات القلب، والتجمد في المكان، مع استمرار التحديق.

يحاول مريض الرهاب دائمًا تغيير نمط حياته لتفادي الحشرات قدر المستطاع؛ فنجده يتجنب المتنزهات والأماكن المفتوحة، حيث يكثر وجودها. ورغم يقينه بأن تلك الحشرة لن تسبب أذى أو ضرر إلا أنه لا يستطيع إيقاف نوبة القلق التي تعتريه عند رؤية إحدى الحشرات والتي تزداد سوءًا باقترابها نحوه؛ لذا يفضل تلافي التواجد بالقرب منها كليًا (قد تهتم أيضًا بقراءة مقال لدغات الصيف).

يُعالج رهاب الحشرات بمساعدة الاختصاصي النفسي عن طريق الأدوية وطرق التعديل السلوكي، والتي من أشهرها ما يعرف بالعلاج عن طريق المواجهة؛ حيث ترتكز الآلية على مواجهة المريض التدريجية لمخاوفه، والتي تبدأ بحديث الطبيب عنها مع المريض، لينتقل إلى عرض صور أو مشاهد عن الحشرات، ثم التواجد بالقرب منها في بيئة مُسيطر عليها.

رهاب الأفاعي Ophidiophobia

يعزي العلماء سبب رهاب الأفاعي إلى محاولات الإنسان القديم في البقاء وصراعاته مع المخلوقات التي شاركته البيئة؛ ولكن لا يفسر هذا التحليل عدم انتشار رهاب النمور أو الحيوانات المفترسة مقارنة برهاب الزواحف، والذي يعد رهاب الثعابين أكثر أنواعه انتشارًا. يتدرج رهاب الأفاعي ابتداءً من الخوف المبرر من الثعابين كبيرة الحجم والسامة، مرورًا بالقلق من الحيات الصغيرة، وانتهاءً بعدم القدرة على استعراض صورها أو مشاهد لها على شاشة التلفاز؛ وبالطبع تتزايد أعراض الرهاب حدةً مع التدرج السابق. قد يتطور رهاب الأفاعي حتى يشمل الخوف من باقي أنواع الزواحف الأخرى، أو القلق من متاجر الحيوانات الأليفة والتي من المحتمل أن تعرض ثعابين للبيع. ومن الممكن أن يختبر المريض نوبة ذعر عند مشاهدة الحبال الغليظة الملتفة، أو التواجد بالأماكن التي تكثر بها الحيات مثل الأشجار الكثيفة، والمخيمات، والمحميات الطبيعية.

رهاب العناكب Arachnophobia

يشمل رهاب العناكب الخوف والقلق من كل فصيلة العنكبيات أو أي كائنات ذات ثمانية أرجل، مثل العقارب؛ فيمر المريض بمشاعر قلق وخوف، ولا يستطع التحكم ببؤبؤ العين، حتى عند اقتصار الأمر على مشاهدة بعض الصور. يعد هذا الرهاب منطقيًّا أحيانًا، نتيجة التعرض للسعة عنكبوت سام والخضوع للعلاج فترة ما، مما أدى إلى ارتباط رؤية العنكبوت بالمرض والتقاط العدوى. يتجنب مرضى رهاب العناكب الدخول إلى الغرف المغلقة أو الأدوار السفلية؛ حيث يزداد احتمال رؤية أحد العناكب.

ابتكر العلماء طرقًا جديدة في العلاج مثل العلاج السلوكي المعرفي Cognitive-behavioral therapy (CBT)، والذي يعتمد على الاستبدال التدريجي للذكريات السلبية عن مسببات الرهاب، واستبدالها بأخرى تحمل ذكرى إيجابية، والتي آتت نتائج ملموسة مع مرضى رهاب العناكب.

المراجع

healthline.com
psycom.net
verywellmind.com/ophidiophobia
verywellmind.com/spider-fears-or-arachnophobia

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية