زيت النخيل: نقمة أم نعمة؟

شارك

يعتمد اقتصاد كثير من البلدان على الزراعة والمحاصيل الزراعية. فعندما يتم إنتاج محصول معين على نطاق كبير ويباع من أجل الربح فقط، يطلق عليه محصول نقدي. ومن بين المحاصيل النقدية التي تتم زراعتها من أجل أرباحها الكبيرة أشجار النخيل التي تنتج زيت النخيل. تنتج أشجار النخيل فاكهة حمراء غنية بالزيت. يُعالج الزيت المستخلص من الفاكهة في مصانع، ليدخل بعد ذلك في عديد من المنتجات مثل صناعة الأغذية. إذا ألقيت نظرة على ملصق البيانات الموجود على الأغذية المحفوظة، فستجده مستخدمًا في معظمها. وهو لا يستخدم بكثرة في صناعة الأغذية فقط، بل يستخدم كوقود أيضًا. فمن أشجار النخيل يتم استخلاص زيت النخيل بتفاعلات كيميائية للجزيئات التبادلية، ويتم تحويله إلى وقود حيوي.

"يحتوي نخيل الزيت – كما يطلق عليه – على كميات كبيرة من الوقود، فهو من أكثر المحاصيل التي يتم استخدامها كوقود حيوي (وقود معتمد على نبات). فيمكن أن تنتج 10.000 متر مربع 7 أطنان من الزيت، وهي كمية كبيرة جدًّا مقارنة بما يمكن لنفس مساحة الأرض إنتاجه من الذرة، أو فول الصويا، أو الكانولا"

فهذا الزيت النباتي الذي يمكن تناوله ليس متعدد الاستخدامات فقط، لكنه من المحاصيل ذات العائد الكبير. وهو ينمو في المناطق الاستوائية؛ حيث يأتي 85٪ منه من ماليزيا وإندونيسيا. وهذه أخبار جيدة لاقتصاديات تلك البلاد. غير أن التأثير الذي تخلفه هذه الزراعة على البيئة صادم بعض الشيء؛ حيث تمت إزالة مساحات كبيرة من الغابات المطيرة من أجل زراعة أشجار النخيل.

وتكمن المشكلة في أن إزالة هذه المساحات تدمِّر حياة الكائنات الحية التي تعيش في هذه المناطق. كما يوجد كثير من البشر يعيشون أيضًا في مناطق الغابات واضطروا للمغادرة؛ لأن شركات تصنيع زيت النخيل استولت عليها، ويتسبب هذا في صراع في بعض الحالات.

كما أن عملية الإزالة نفسها تتسبب في تلوث شديد؛ لأن هذه الشركات تقوم بحرق المنطقة التي سيقومون باستخدامها. فالدخان الذي تخلفه تلك الحرائق لا يؤثر على هذه المنطقة فقط، لكنه يؤثر على جميع المناطق المحيطة. وبالتالي، عندما يكون هناك حرائق في إندونيسيا يتأثر سكان ماليزيا وسنغافورة أيضًا.

كما أن إنتاج زيت النخيل يمكن أن يكون في منتهى الخطورة، ويحاول بعض الأشخاص جعل هذه العملية أكثر استدامة. فاجتمع عدد من المؤسسات البيئية غير الربحية وعدد من الشركات المنتجة لزيت النخيل عام 2004، وقاموا بتدشين "المائدة المستديرة لزيت النخيل المستدام"، (Roundtable for Sustainable Palm Oil). وتلتزم هذه المائدة بعدد من المعايير والمبادئ التي تضمن تجنب التأثير الضار لإنتاج زيت النخيل.

وهي تستهدف مشكلات؛ مثل إزالة الغابات بطرق غير قانونية وتدمير التنوع الحيوي وتآكل التربة وإهدار المياه والتلوث الكيميائي إلى جانب ظروف العمل غير الآدمية. والآن حوالي 15٪ من الإنتاج العالمي مصرح من قبلهم، ولكن يصر دارل ويبر؛ الأمين العام للمائدة المستديرة – على أن المائدة غيرت من استراتيجية الصناعة. ويقول: "في الماضي كانت شركات تصنيع زيت النخيل تشتري الأراضي، وكلُّ ما كانت تهتم به هو عدد الجرافات التي تحتاجها لإجلائها. الآن إذا سألت أي رئيس تنفيذي، فسيجيبك "أين أجد خبراء للحفاظ على البيئة قبل وصول الجرافات؟"

شاهد الفيديو التالي؛ لتتعرف على عملية إنتاج زيت النخيل وتأثيرها على البيئة.

 

المراجع

http://kids.mongabay.com/elementary/palm_oil.html
http://www.theguardian.com/sustainable-business/palm-oil-production-social-environmental-impacts

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية