المقالات

النسخة السادسة والعشرون من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP26): نظرة عامة موجزة

شارك

عندما توقف العالم جراء جائحة فيروس كورونا المستجد في عام 2020، رأينا كيف يمكن أن تكون الحياة إذا أبطأنا. فقد أصبحت البحار والأنهار أنظف، وانخفض تلوث الهواء، واستولت الحيوانات على المساحات التي كانت عادةً محرمة عليها؛ باختصار، تنفست الطبيعة الصعداء. لم يحدث هذا لأننا خططنا له، ولكن فُرض علينا. ومع عودة الأمور إلى نصابها الطبيعي، تناسينا سريعًا الدرس الذي لقنته لنا الجائحة.

على الرغم من أننا رأينا كيف يمكن أن تتحسن الأمور إذا حددنا من حياتنا السريعة، إلا أن تغير المناخ لا يزال يمثل مشكلة حقيقية وملحة. فاندلعت حرائق الغابات في الأماكن المعتادة وغير المعتادة، وحدثت فيضانات كارثية وعواصف ثلجية مفاجئة في أماكن غير معتادة، واشتد الجفاف مدمرًا بلدان عدة. بشكل عام، الوضع الحالي للمناخ يزداد سوءًا بمعدل ينذر بالخطر.

مع ذلك، لا يزال هناك بصيص أمل؛ حيث اجتمع القادة والممثلون من جميع أنحاء العالم في مؤتمر الأمم المتحدة السادس والعشرين للتغير المناخي للأطراف 26COP، في الفترة من 31 أكتوبر إلى 12 نوفمبر 2021 في جلاسجو، للعمل معًا حول كيفية تحقيق اتفاقية باريس (2015). وبموجب الاتفاقية، اتفقت جميع الدول على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ما دون درجتين مئويتين، والسعي إلى 1.5 درجة مئوية للمساعدة في جعل العالم أكثر قدرة على التكيف مع تغير المناخ. فاتفق جميع الأطراف على العمل على مساهمات الأطراف المقررة وطنيًا NDCs؛ حيث يحددون خططهم المتعلقة بمقدار تقليل انبعاثاتهم، وتعهدوا بإعادة تجميع هذه المساهمات وإعادة تقييمها كل خمس سنوات للتأكد من أنهم على المسار الصحيح. مع الأسف، فإن الإجراءات التي اتخذت حتى الآن لم تكن كافية.

خلال مؤتمر 26COP، قدم يوهان روكستروم، مدير معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، أحدث رؤى تغير المناخ التي توصل إليها المجتمع العلمي وباحثو المناخ. كان أحدها أن: «الاستقرار عند 1.5 درجة مئوية من الاحترار لا يزال ممكنًا، ولكن يلزمه اتخاذ إجراءات عالمية فورية وجذرية». يقدم الفيديو التالي نظرة عامة مختصرة على جميع الأفكار العشر:

أزمة المناخ التي نواجهها تبرز ترابط أرضنا؛ تحقق من الرسم البياني أدناه. التغيير في منطقة واحدة من النظام المناخي له تأثير غير مباشر في بقية النظام؛ هذا هو سبب الحاجة إلى جهد عالمي حقيقي.

 

لقد تردد صدى الرسالة التي وجهها يوهان روكستروم بضرورة اتخاذ إجراء فوري إلى خارج أسوار المؤتمر؛ حيث تجمع المتظاهرون وحثوا قادة العالم على التحرك قبل فوات الأوان حقًا. فقاد الشباب الذين بات مستقبلهم على المحك الاحتجاجات، كما قادتها المجتمعات التي تكافح بالفعل التأثير المدمر للاحتباس الحراري. لم تكن هناك احتجاجات في غلاسكو فحسب، بل في عديد من الأماكن حول العالم لحث الناس على اتخاذ تدابير من قبل حكوماتهم لمعالجة أزمة المناخ.

وأكد على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وتكرر هذا النداء في الخطاب الذي ألقاه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، الذي حث قادة العالم على «اختيار الطموح، واختيار التضامن، وحماية مستقبلنا وإنقاذ البشرية». فيأمل المرء أن يسمع القادة هذه الرسائل بصوت عالٍ وواضح، وأن يأخذوها على محمل الجد؛ فكما قالت جريتا ثونبرج، الناشطة البيئية: «لا يوجد كوكب بديل!».

 

المراجع

10insightsclimate.science
ukcop26.org

 

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية