المقالات

أمراض المياه الترفيهية

شارك

تنتشر أمراض المياه الترفيهية عند ملامسة الأفراد المياه الملوثة في حمامات السباحة، وأحواض الاستحمام الساخنة، والملاهي المائية، ومناطق ألعاب المياه، والنوافير التفاعلية، والبحيرات، والأنهار، والمحيطات. وتتسبب في أمراض المياه الترفيهية مجموعة من الجراثيم التي تنتشر عن طريق البلع أو استنشاق الرذاذ أو الهباء الجوي. فيسهل تلوث المياه عند سباحة الأفراد فيها وهم مرضى، كما تتلوث مياه البحيرات والأنهار بفعل النفايات الحيوانية، وتسرب مياه الصرف الصحي إليها، وجريان المياه بعد هطول الأمطار.

وعادة ما تؤثر تلك الأمراض في المعدة والأمعاء، أو الجلد، أو الجهاز التنفسي؛ فينتج عنها أعراض مثل الإسهال، والقيء، وفقدان الشهية، والطفح الجلدي، والتهاب أذن السباح، وغيرها. وقد شهد ذلك النوع من الأمراض انتشارًا كبيرًا خلال العقد الماضي.

كما أن هناك بعض أمراض المياه الترفيهية غير المسببة للإسهال؛ حيث تتسبب فيها الجراثيم التي تعيش بشكل طبيعي في البيئة. فإذا لم يتم استخدام المطهرات في أحواض السباحة أو أحواض الاستحمام بالماء الساخن على نحو سليم وبنسب ملائمة، تزداد تلك الجراثيم لدرجة أن تسبب الأمراض عندما يتنفس السباحون أو يلامسون المياه.

فهناك مثلًا مرض نادر جدًّا - ولكنه قاتل - يصيب المخ؛ حيث تتسبب فيه النيجلرية الدجاجية المعروفة أيضًا باسم الأميبا آكلة الدماغ. وتلك الأميبا تصيب البشر بدخولها الجسم عن طريق الأنف؛ وعادة ما يحدث ذلك عند استخدامهم المياه العذبة الدافئة أثناء السباحة أو الغطس.

وتشمل الجراثيم المنتجة للعدوى التي يمكن أن تظل كامنة في المياه الزائفة الزنجارية، وتؤدي إلى التهاب أذن السباح، وهو التهاب في قناة الأذن الخارجية يُعرف طبيًّا باسم التهاب الأذن الظاهرة؛ وكذلك إلى الطفح الجلدي. وهناك جراثيم أخرى تشمل الكريبتوسبوريديوم، والجيارديا لامبييليا، والشيجيلا، والإشريكية القولونية (الإي كولاي)، والتي تتسبب في الإسهال. فكل عام، تظهر عشرات الآلاف من حالات أمراض المياه الترفيهية المسببة للإسهال، وعدد لا يستهان به يقدر بالملايين من حالات التهاب أذن السباح.


يعتقد كثير من الناس أن إضافة الكلور إلى أحواض السباحة يقضي على جميع الجراثيم المسببة للأمراض المحتملة، وهذا إلى حدٍّ ما صحيح. فتطهير حمامات السباحة بالكلور بصورة سليمة يقضي بدوره على معظم الجراثيم المسببة لأمراض المياه الترفيهية في أقل من ساعة؛ ولكنه قد يستغرق فترات أطول كي يقضي على بعض الجراثيم، مثل الكريبتوسبوريديوم لإمكانية بقائه عدة أيام حتى في حمامات السباحة المطهرة بصورة سليمة.

وأفضل طريقة لمنع الإسهال هي عدم ابتلاع المياه، وكذلك عدم السباحة عند إصابتك بالإسهال؛ لأنك قد تنشر الجراثيم في المياه وتتسبب في مرض الآخرين. فينبغي للفرد أن يستحم قبل السباحة، وأن يغسل يديه بعد استخدام المرحاض أو تغيير الحفاظات؛ لأن الجراثيم على الجسم تصل في نهاية المطاف إلى المياه.

المراجع

doh.wa.gov
health.state.mn.us
news.nationalgeographic.com

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية