سيارة اللتر الواحد

شارك

المعضلة

كما نعرف جميعًا أن مصادر الوقود الحفري يتم استنزافها باستمرار. وفي الوقت ذاته، يستهلك العالم بأسره كثيرًا من البنزين كل عام. ففي عام 2011، وحده تم استهلاك 87.356.29 برميلاً في اليوم الواحد، وهو ما يعادل 13 مليار لتر. فالسيارات تستهلك كميات كبيرة من البنزين والديزل، وهي أنواع الوقود التي يتم اشتقاقها من البترول، وإنه لمن المهم أن نفعل شيئًا حيال ذلك الأمر.

فرصة للتحسن

وفقًا للتقارير الواردة من لجنة الطاقة بولاية كاليفورنيا، فإنه ما يقرب من 15% من الوقود الموجود داخل السيارة يتم استهلاكه في شيء مفيد؛ مثل تشغيل السيارة أو تشغيل الأجهزة المختلفة الموجودة داخلها كالتكييف. بينما الجزء الأكبر من الوقود الموجود داخل السيارة - والذي يصل إلى 85% - يُفقد بسبب عيوب في تصميم السيارة. ويبقى السؤال هنا هل يمكن تحسين ذلك فيما بعد؟ نعم يمكن، وذلك وهو الأمر الذي أكدته فولكس فاجن.

إكس إل 1

هي السيارة التي صممتها فولكس فاجن والتي توصف بأنها السيارة الأكثر فاعلية حتى الآن؛ حيث إنه بإمكان السيارة إكس إل 1 أن تقطع مسافة قدرها 100 كيلو متر مُستهلكةً لترًا واحدًا فقط من وقود الديزل. كما صممت هذه السيارة كي تكون صديقة للبيئة، فكمية ثاني أكسيد الكربون التي تنبعث منها تصل لحوالي 24 جرامًا فقط لكل كيلو متر، وهو ما تم تصنيفه على أنه انبعاث كربوني منخفض جدًّا. وهنا قد يتساءل البعض كيف يمكن أن يحدث ذلك؟

الوزن

لقد صنعت تلك السيارة بنسبة كبيرة من ألياف الكربون المدعوم بالبوليمر، وهي مادة مُكلفة نوعًا ما. كذلك فإنها مصنوعة أيضًا من الإيبوكسي - نوع من البلاستيك - والذي يتم تقويته عن طريق إضافة ألياف الكربون، أو إضافة أنابيب الكربون النانوية كما تم مؤخرًا. إن القوة العالية التي تتمتع بها ألياف الكربون المدعوم بالبوليمر مقارنةً بالوزن، هي التي تمنح إكس إل 1 خفة الوزن، بالإضافة إلى القوة. فهذه السيارة تتمتع بوزن قليل إلى حدٍّ ما يبلغ 795 كجم، وهو الوزن الذي يساعد على تقليل كمية الوقود اللازمة لتشغيل السيارة.

المحرك

تحتوي السيارة على هجين من محركين، محرك سيارة كهربائية ومحرك سيارة تعمل بالوقود، وإحداهما يعمل عن طريق البطاريات القابلة لإعادة الشحن، بينما الأخرى تعمل بالديزل. ولقد تم تصميم المحركين؛ بحيث يعمل كلاهما معًا أثناء تسارع السيارة، بدلاً من أن تعمل السيارة بإحداهما فقط خلال سيرها. كما أن تصميم المحركين يحقق قدر الإمكان الاستخدام الأمثل للطاقة.

الشكل

لقد صُمم هيكل السيارة بطريقة تساعد المحرك على تشغيلها، فبدلاً من أن يقوم جسم السيارة بمكافحة الهواء الموجود في الغلاف الجوي وكذلك المعاناة من مقاومة الهواء، تأتي سيارة إكس إل 1 بشكلها الذي يساعد على تدفق الهواء من الأمام إلى الخلف. كما صُممت السيارة؛ بحيث تكون منخفضة الارتفاع كما هو الحال في السيارات الرياضية. كما أنها مزودة بغطاء للعجلات الخلفية، وهو الأمر الذي يساعد على جعلها تتحرك بطريقة أكثر سلاسة، وبالتالي تحتاج السيارة إلى طاقة أقل. وأخيرًا وليس آخرًا، فإنه نظرًا لما تسببه مرايا الرؤية الجانبية التقليدية من مقاومة الهواء، فإن سيارة إكس إل 1  لا يوجد بها تلك المرايا، ولكن تم تثبيت كاميرتين خلف مقابض الأبواب، والتي تبث ما تلتقطه من صور إلى شاشتين صغيرتين موجودتين داخل السيارة تشبه المرايا الجانبية.

طفرة مذهلة أم لعبة رجل ثري؟

إن إكس إل 1 سيارة مذهلة بجميع المقاييس فهي تجمع بين الصلابة، والثبات بالإضافة إلى الكفاءة في استخدام الوقود والتي عادة ما تكون المفاضلة. وعلى الرغم من ذلك، فإن المشكلة هي أن تكلفة تلك السيارة عالية. فهل تعتقد أن مثل تلك السيارات باهظة الثمن سوف تساهم في حل مشكلة الوقود أم أن هذه السيارة ستظل تقبع تحت بند الرفاهية؟ وهل تعتقد أن تلك السيارة ستصبح أرخص وأن تستخدم السيارات الأخرى تلك التكنولوجيا فيما بعد؟ لكن إن كان بإمكانك في الوقت الراهن تحمل تكاليف تلك السيارة، فقم باقتنائها فورًا، فبحلول نهاية العام ستصبح هذه السيارة ذات إنتاج محدود. وإن لم يكن باستطاعتك اقتناؤها، فعليك التطلع إلى ما هو أفضل.

المراجع

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية