المقالات

هل تفضل الأماكن المفتوحة أم المغلقة لصحتك؟

شارك

في حين أن عديد من كتب الأطفال تقدم عالم الأطفال عالمًا مليء بمغامرات لا نهائية من الاكتشافات الجديدة والذكريات الاستثنائية وسبل الإبداع، نصطدم بواقع مختلف نجد فيه جيلًا يحيا بين أربعة جدران ويحدق في شاشات لساعات ولا يحرك ساكنًا.

وحتى موسم العطلة الصيفية الذي بإمكانهم قضائه في فعل ما يحلو لهم دون تكليف من أحد قد يلتهم وقتهم، أصبح للأسف الحال نفسه. إضافة إلى ذلك، فقد أدت جائحة كوفيد-19 إلى تقليل الخروجات، واللقاءات الاجتماعية، وقضاء أوقاتًا في الهواء الطلق. فصار الأطفال عالقين الآن دون خيار آخر للتعرض إلى الهواء النقي أو أشعة الشمس مع الإحساس بالأمان.

إذا كنت تنتمي إلى الجيل الذي يفضل الأماكن المغلقة دون وعي عميق لما تفتقده، فهذه المقالة مناسبة لك.

أخطار الإغلاق الصحية

إذا راجعنا سريعًا ما يفوتك نتيجة تمضية كثير من الوقت في مكان مغلق، نجد أنه يمنعك من التعرض إلى ضوء الشمس الذي يساعد على ضبط ساعة جسمك البيولوجية؛ فهي مسئولة عن تنظيم الشهية، والنوم، والحالة المزاجية، ومستويات الطاقة. في حين أن عدم الحصول على ما يكفي من ضوء الشمس يعطل ساعتك البيولوجية، مما يؤدي إلى عدم استقرار نومك الذي يرتبط ارتباط مباشر بانخفاض استجابة جهازك المناعي.

ولا يقتصر الأمر على عدم حصولك على ما يكفي من ضوء الشمس فحسب، بل يمتد أيضًا إلى عدم تمضية الوقت في البيئة الطبيعية؛ فقد أظهرت التجارب أنها تساعد على تعزيز حيويتك بنسبة 40٪ تقريبًا. كذلك توجد مزيد من الأبحاث التي تربط ما بين الحالة المزاجية الجيدة وانخفاض حدة الإحساس بالألم، وظهور أعراض أكثر اعتدالًا في حالات الاضطرابات المقترنة بنقص الانتباه عند الأطفال، وما بين قضاء الوقت في الأماكن المفتوحة؛ فهو يساعدهم أكثر على التركيز والاسترخاء أيضًا.

وبالإضافة إلى الفوائد المذكورة أعلاه، فإن التعرض إلى أشعة الشمس يساعد على إنتاج فيتامين «د» في الجلد استجابةً للتعرض إلى الأشعة فوق البنفسجية؛ فهي مفيدة لتقوية عظامنا وأسناننا، ولها تأثير مهم على خلايانا المناعية أيضًا. كذلك يُمكِّن فيتامين «د» خط الدفاع الأول ضد التهابات الجهاز التنفسي بقتل البكتيريا والفيروسات مباشرة.

التفاعل مع الطبيعة

الآن، دعنا ننتقل إلى الطبيعة وكيف يمكننا الاستفادة من قضاء الوقت بها. هل تصدق أن قضاء الوقت بين الأشجار يؤثر على جهازك المناعي مباشرة؟ اقترح علماء في اليابان أن استنشاق مواد تطلقها الأشجار تُدعى المبيدات النباتية قد تساهم في زيادة عدد خلايانا المناعية ونشاطها، والتي تساعد بدورها على اكتشاف الفيروسات والخلايا السرطانية وتدميرها.

وبالإضافة إلى ذلك، يساعد الارتباط بالطبيعة على تقليل معدل ضربات القلب وضغط الدم، ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري من النوع 2، وحالات الوفاة المبكرة.

طريقة حذرة وفعالة

نعم، لقد دفعتنا الجائحة إلى قضاء معظم وقتنا في أماكن مغلقة، ولكن ما زالت توجد بعض الطرق للخروج وامتصاص جميع فوائد ضوء الشمس والتفاعل مع الطبيعة. ينتشر الفيروس بشكل أساسي من خلال الرذاذ التنفسي المنبعث من الشخص المصاب عند السعال أو العطس أو التحدث أو الغناء، ومع ذلك، هذا لا يحرمك من متعة المشي أو الجري أو ركوب الدراجة أو صيد الأسماك وأو تلقي دروس اللياقة البدنية في الخارج.

ولكي تستفيد من مزايا الأماكن المفتوحة مع الحفاظ على سلامتك، عليك مراجعة الاحتياطات التالية:

  • حافظ على مسافة متر واحد على الأقل بينك وبين الآخرين.
  • ارتدِ قناع الوجه عند وجودك بالقرب من آخرين.
  • اغسل يديك بشكل متكرر واحتفظ دائمًا بمعقم اليدين.
  • تجنب أوقات الذروة والأماكن المزدحمة.

باختصار، لا تضيع فرصة الخروج إلى الأماكن المفتوحة والتمتع بكل هذه المزايا. دع هاتفك الذكي جانبًا، وأخرج لتتمتع ببعض الهواء النقي وتشعر بالآثار المنشودة في الحال.

المراجع

time.com
unicef.org
bbc.com


Cover image: 

People photo created by teksomolika - www.freepik.com

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية