الجرائم الإلكترونية: الضريبة المستحقة للتكنولوجيا

شارك

كان لطفرة التكنولوجيا آثار إيجابية كثيرة في حياتنا، بل لعلها غيرت شكل حياتنا اليومية وأحدثت فيها اختلافًا جوهريًّا، إلا أن حياتنا لا تخلو من مشكلات كثيرة كان سببها الأول التكنولوجيا. ربما كانت التكنولوجيا في نفسها بريئة من تلك المشكلات، وإنما أدى الاستخدام الخاطئ إلى ظهورها ومواجهتها أيًّا كان السبب؛ ومن أكبرها الجرائم الإلكترونية.

والجرائم الإلكترونية أو الجرائم السيبرانية جرائم تتم عن طريق الإنترنت سواء باستخدام أجهزة الحاسوب، أو الهواتف النقالة، أو الأجهزة اللوحية بمساعدة برامج معينة وتطبيقات. والجرائم السيبرانية مختلفة، ومنها:

  • سرقة الهوية

من الجرائم الخطيرة، فعن طريق سرقة بيانات شخص ما وبمساعدة بعض البرمجيات، يمكن الحصول على رقم بطاقة ائتمانه، ورقم حسابه المصرفي، وسجله الطبي، ومعلومات في غاية الخصوصية، يمكن استخدامها في إجراء عمليات غير مشروعة تحت اسم الشخص الذي سُرقت هويته، وتزوير أوراقه واستخدامها لأغراض غير قانونية.

  • التنمر الإلكتروني

يبدأ التنمر غالبًا في مراحل مبكرة من العمر في المدارس بين الطلبة، ولكن الأمر تتطور في الوقت الراهن ليأخذ التنمر أشكالًا مختلفة. فقد أصبحت الرسائل النصية أو الصوتية التي تحتوي على عبارات إذلال أو تسلط صورة مألوفة في وقتنا الحالي، وقد يتخطى الأمر ذلك ليصل إلى عبارات عنصرية، وسخرية من الآخرين، وصور مسيئة، وغيرها.

  • الابتزاز

تهديد من طرف ما، باستخدام معلومات خاصة أو صور أو ما شابه، لاستنزاف الأموال أو إكراه الشخص على أمر لا يريده. فكان على المبتز أن يسرق أو يتجسس على الضحية ليحصل على مبتغاه، ثم يبدأ بعملية الابتزاز التي يمكن أن ينجح فيها نظرًا لخوف الضحية من تسرب تلك المعلومات. ولأن التكنولوجيا سهلت كثيرًا الوصول إلى المعلومات والصور وغيرها من الأمور الشخصية، أصبح من الأسهل على المجرم أن يبتز أسهل وأسرع.

  • سرقات الأموال

لم يعد الهجوم الملثم على البنوك الشكل المألوف للسرقة في حياتنا الآن، فقد أصبحت الجرائم والسرقات أقل صخبًا، حتى إن اكتشاف الجريمة قد يستغرق وقتًا. وعلى الرغم من فرض البنوك والمؤسسات المالية أنظمة حماية صارمة على برامجها وتطبيقاتها، فإن اختراقها والتلاعب بها أمر وارد جدًّا؛ نظرًا لتطور البرامج التي تساعد المخترقين على دخول تلك الأنظمة وإجراء عمليات تحويل، أو بيع، أو شراء.

الأمن السيبراني

مع كل تلك التجاوزات والجرائم الإلكترونية، كان يجب أن يكون هناك حل فعال لها؛ لذا ظهر علم الأمن السيبراني، وهو التخصص المسئول عن حماية الأنظمة، والشبكات، والبرامج من الهجمات الرقمية. وعلى الرغم من تطور هذا العلم تطورًا سريعًا جدًّا، فإن مهمته تزداد صعوبة يومًا بعد يوم. فمع كثرة الأجهزة المسموح لها بالدخول على شبكة الإنترنت، ومع تطور برامج الاختراق، وابتداع أساليب جديدة للجرائم الإلكترونية، بات من الصعب منع هذه الجرائم تمامًا، ولكن على الأقل يمكن الحدُّ منها إلى أقصى درجة ممكنة.

القاعدة المهمة التي يجب علينا معرفتها هي أنه لا شيء آمن على شبكة الإنترنت. ولكن ذلك لا يعني أننا نتعرض لخطر محقق في كل دقيقة. فمن الأولى إذًا أن نحرص على إبعاد معلوماتنا الشخصية والصور عن أجهزتنا المتصلة بالإنترنت، وإبقائها على جهاز أو ذاكرة غير متصلة بالإنترنت طوال الوقت. يجب التأكد أيضًا من تثبيت برامج الحماية على أجهزتنا وتحديثها بشكل دوري لتجنب الهجمات السيبرانية.

المراجع

cisco.com 

consumer.findlaw.com

fbi.gov

stopbullying.gov

Credits Banner Image Freepik

*المقال منشور في مجلة «كوكب العلم»، عدد شتاء 2020.

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية