المقالات

كيف ندرك العالم من حولنا؟

شارك

إننا محاطون بأمور لا حصر لها، ولكن كيف لنا أن نستشعر وجودها؟ فهناك بعض الأشياء التي نراها على هيئة أشياء، أو ألوان، أو أضواء، وغيرها؛ في حين أن بعض الأشياء الأخرى يمكن سماعها مثل الأصوات، والموسيقى، وغيرها. وقد يكون مذاق بعض الأطعمة والمشروبات مالح، أو حلو، أو حامض؛ كما يمكننا أن نحدد نوع الطعام المطهو دون رؤيته باستخدام حاسة الشم. وكذلك يمكننا أن نشعر بالأسطح، سوآءً كانت ناعمة أو خشنة، باردة أو ساخنة؛ بالإضافة إلى التعرف على الأشياء في الظلام بمجرد لمسها.

وتُعرف تلك المعلومات المتعلقة ببيئتنا باسم «الحواس الخاصة»، وهي المستقبلات التي تساعدنا على إدراك الأشكال المختلفة للمحفزات البيئية.

قد تكون هذه المحفزات البيئية بصرية؛ والعضو الذي يدرك هذه المحفزات هو العين. فللعين نسيج مميز يُعرف باسم الشبكية، وتحتوي على خلايا عمودية وخلايا مخروطية، والتي تستقبل الصور. ومن ثمَّ يتم نقل الصور المرئية في شكل نبضات كهربائية عبر العصب البصري إلى المنطقة الموجودة في الجزء الخلفي للدماغ والتي تُسمى بالقشرة القذالية؛ حيث يتم رؤية النبضات الكهربائية في شكل صورة، ومن ثمَّ يتم تفسير الصورة، مثل إدراك الصورة على أنها كلب على سبيل المثال. فهذه العملية تعتبر حاسة خاصة تُعرف بحاسة البصر.

وتعتبر المحفزات السمعية شكل آخر من المحفزات البيئية؛ والعضو الذي يتم تحفيزه هو الأذن. ففي البداية، تقوم الموجات الصوتية بتحريك غشاء طبلة الأذن؛ ومن ثمَّ تنتقل من خلال العظام الصغيرة في الأذن الوسطى إلى الأذن الداخلية. ويتم تحفيز نسيج مميز يُسمى بعضو كورتي الذي يقوم بتحويل الموجات الصوتية إلى نبضات كهربائية من خلال العصب السمعي وينقله إلى الفص الصدغي في قشرة الدماغ. وهناك يتم إدراك الموجات الصوتية وفهمها على أنها صوت قطة أو صوت شخص مألوف لنا على سبيل المثال. وتُسمى هذه الحاسة المميزة بحاسة السمع.

أما الحاسة المميزة المسئولة عن استنشاق الروائح والعطور، هي حاسة الشم؛ والأنف هو العضو المستقبل لهذه الحاسة. ويُسمى النسيج الذي يبطن الأنف بالغشاء المخاطي؛ فيحمل الجزء العلوي للغشاء المخاطي مستقبلات خاصة للمواد الكيميائية المختلفة المسئولة عن الروائح المختلفة. ويقوم الغشاء المخاطي بتحويل المحفزات الكيميائية إلى نبضات كهربائية تنتقل من خلال العصب الشمي إلى الفص الصدغي للدماغ؛ حيث يتم إدراك النبضات وفهمها على أنها رائحة مميزة مثل رائحة القهوة أو العطور.

وأما الحاسة الرابعة، فهي حاسة التذوق؛ والعضو المسئول عن هذه الحاسة هو اللسان. يحمل اللسان مستقبلات مميزة تُعرف ببراعم التذوق؛ فتقوم المواد الكيميائية الموجودة في الطعام بتحفيز براعم التذوق، والتي تقوم بإرسال نبضات كهربائية من خلال العديد من الأعصاب القحفية إلى الدماغ ليتم التعرف على نوع الطعام الذي نأكله، حتى لو لم نكن نستطيع رؤيته.

وأما الحاسة المميزة الخامسة والأخيرة، فهي حاسة اللمس؛ وهي القدرة على الشعور بالأشياء عن طريق الجلد. وهناك العديد من المستقبلات في الجلد لأشكال مختلفة من محفزات اللمس (الإحساس) مثل الألم، والحرارة، والضغط، وملمس الضوء، والشعور بالاهتزاز، إلخ. تنتقل كل هذه الأحاسيس من خلال الأعصاب الحسية إلى الحبل الشوكي، ومن ثمَّ إلى الفص الجداري للدماغ، وبالتالي نتمكن من التعرف على ما قد لمسته.

بدون إحدى تلك الحواس المميزة سوف نفتقد الكثير من المرح، كما أننا سوف نكون عرضة للخطر. ففي الواقع، لقد أنعم الله علينا بنعمة هذه الحواس الخمسة المميزة.


Top image: Close up eye scanning. Credit: Freepik


من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية