هل تعلم عزيزي القارئ أن معظم الأشخاص معرضون لألم الظهر مرة واحدة على الأقل بأي عمر؟ وهل تعلم أن نحو 619 مليون شخص على مستوى العالم تأثروا بألم الظهر في 2020، ومن المقدر أن يزداد عددهم إلى 843 مليون شخص بحلول عام 2050؟ ومن ثم جاءت المبادرات الصحية للتوعية بآلام الظهر، مثل مبادرة «ادعم عمودك الفقري» لزيادة الوعي بأهمية المحافظة عليه وتجنب الإصابة بآلامه؛ وتتميز المبادرة بشريط من اللونين الأزرق والأخضر، وتنعقد في 16 أكتوبر من كل عام الذي يوافق اليوم العالمي للعمود الفقري. في هذا المقال نتعرف على العمود الفقري، ونلقي الضوء على الانزلاق الغضروفي بوصفه أشهر أسباب آلام الظهر.
العمود الفقري
يتكون العمود الفقري من عظام متراصة فوق بعضها تسمى الفقرات، وتوجد بينها وسائد تسمى الأقراص ووظيفتها حماية الفقرات بامتصاص الصدمات، كما أنها تساعد على الحركة بسهولة والانحناء. وعندما تنزاح هذه الأقراص عن مكانها الطبيعي يحدث الانزلاق الغضروفي. ولا يُعد أحد الأسباب الرئيسية لألم الظهر فحسب، بل آلام الرقبة والساق أيضًا. ويحدث غالبًا في الجزء السفلي من العمود الفقري (أسفل الظهر)، وأحيانًا في العنق.
أسباب الانزلاق الغضروفي وأعراضه
تتركز أسبابه حول رفع أشياء ثقيلة بشكل غير صحيح، أو التواء الجسم والانثناء، أو السقوط والتعرض إلى صدمة شديدة على الظهر. وكذلك توجد عوامل تزيد من فرص الإصابة بالانزلاق الغضروفي، مثل: الوزن الزائد الذي يساهم في الضغط على الفقرات؛ والمجهود البدني الشاق، مثل الرفع والدفع والانثناء والالتواء، الذي يؤثر على الوضع المستقيم للعمود الفقري؛ والعوامل الوراثية التي تجعل فرص إصابة بعض الأشخاص أكثر من غيرهم؛ والتدخين الذي يقلل من امداد الدم للأقراص في العمود الفقري فيعرضها للتلف بصورة أكبر؛ والجلوس لفترات طويلة مع وجود اهتزازات، مثل قيادة السيارة، فيؤدي إلى انضغاط العمود الفقري؛ والتقدم في العمر لمن هم أكثر من 50 عامًا، كما أن النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
ويُعد الألم العرض الشائع في كل الإصابات، ولكن يختلف وفق موضع الإصابة؛ فمثلًا إذا كانت الإصابة أسفل الظهر، يحدث ألم في الفخذ والقدم والظهر كما تضعف عضلاتها، وإذا كانت الإصابة في العنق، يحدث ألم في الكتف والذراع واليد والأصابع، أو ألم في الرقبة عند ثنيها وتحريكها، وفي حالة الضغط على الأعصاب يحدث شعور بالخدر أو النخر في أجزاء مختلفة من الجسم، كما تميل العضلات التي تتغذى بهذه الأعصاب إلى الضعف فتقل القدرة على رفع الأشياء أو مسكها باليد.
نصائح للوقاية من الانزلاق الغضروفي
يمكن تجنب الإصابة بتعزيز العادات الصحية؛ بممارسة الأنشطة الرياضية التي تؤدي إلى دعم العمود الفقري وتثبيته، والمحافظة على وضعية مناسبة للجسم تقيه أيضًا من انضغاط الأقراص بين عظام العمود الفقري وتجعله دائمًا في وضع مستقيم؛ ولذا يجب تجنب ارتداء الكعب العالي الذي يؤثر على هذه الوضعية، ورفع الأشياء الثقيلة بطريقة صحيحة بجعل ساقيك تقومان بمعظم العمل وليس ظهرك، والإقلاع عن التدخين لتحسين الدورة الدموية للأقراص بين فقرات العمود الفقري.
فحوصات الانزلاق الغضروفي وعلاجه
تشمل الفحوصات إجراء تصوير العمود الفقري لبيان مدى تضرر الأقراص ومدى خطورة الانزلاق الغضروفي؛ مثل الأشعة السينية، أو الرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي المحوسب.
ويختلف العلاج وفق شدة الإصابة؛ فأما في الإصابات البسيطة، يختفي الألم بمفرده في غضون 4–6 أسابيع دون الحاجة إلى أي تدخل طبي أو علاج، أو قد تحتاج إلى الراحة لمدة 1–3 أيام، وأما في الإصابات المتوسطة، يمكن تناول مسكنات الألم، وقد تحتاج الحالات الشديدة إلى العلاج الطبيعي، ونادرًا ما يحتاج علاج الانزلاق الغضروفي إلى تدخل جراحي.
الانزلاق الغضروفي ليس مشكلة صحية فحسب، بل يؤثر على نمط الحياة؛ لذا تُعد الوقاية أفضل خيار للمحافظة على جسم سليم وحياة أفضل.
المراجع
healthline.com
mayoclinic.org
my.clevelandclinic.org
orthoinfo.aaos.org
worldspineday.org