ماري سومرفيل: حل ألغاز الكون

شارك

أدت عالمة الفلك والرياضيات ماري سومرفيل دورًا كبيرًا في اكتشاف كوكب نبتون، ذلك في وقت كانت تحبط فيه مشاركة المرأة في مجال العلوم.

في طفولتها، تلقت سومرفيل قدرًا ضئيلًا من التعليم؛ حيث تعلمت القراءة على يد والدتها، ثم التحقت بمدرسة داخلية للبنات لمدة سنة واحدة وهي في العاشرة من عمرها. وفور عودتها إلى المنزل، أخذت على عاتقها تعليم نفسها ذاتيًّا باستخدام مكتبة العائلة. وبعد وفاة زوجها الأول في عام 1807، قررت تكريس نفسها لدراسة الرياضيات. تزوجت للمرة الثانية في عام 1812، وكان زوجها دائمًا ما يفخر بإنجازاتها الدراسية؛ فشجعها على دراسة الجغرافيا وعلم النباتات. ثم انتقلت للعيش في لندن في عام 1816، وهناك التقت بعديد من العلماء البارزين، مثل عالم الفلك سير ويليام هيرشل وعالم الرياضيات الفرنسي بيير سيمون لابلاس.

في عام 1813، نشرت سومرفيل كتاب «ميكانيكا الأجرام السماوية»، الذي قامت فيه بتلخيص المعرفة الفلكية الحالية للقارئ العادي. وذكرت في مقدمة الكتاب أننا توصلنا لكلِّ المعلومات التي نعرفها عن الأجسام الخارجية من خلال التجربة، وأن بمقارنة هذه الحقائق بعضها ببعض تنتج مجموعة من العلاقات، التي نستطيع من خلالها الاستدلال على القوانين العامة. إذًا تشير التجربة إلى أن كلَّ الأجسام تسقط في اتجاه سطح الأرض بمعدل سرعة يتناسب مع كتلتها، وباستخدام تلك الخطوات استطاع نيوتن اكتشاف إحدى هذه القوى.

درست سومرفيل الفيزياء الفلكية؛ وهو العلم الذي يوضح ويقارن بين قوانين الحركة الملاحظة على الأرض، وتتبع سلسلة متصلة من الاستدلالات للوصول إلى القوانين الكلية التي تحكم نسق الكون، ودوران الكواكب، وذبذبات السوائل على سطوحها، والتي تُقيِّم تغيرات النظام الذي مر بعديد من التجارب، والتي قد تستغرق ملايين السنين لحدوث تلك التغيرات.

أما كتابها «اتصال العلوم الفيزيائية»، فكان أكثر نجاحًا في تلخيص العلوم مثل الفلك والفيزياء والجغرافيا والأرصاد الجوية؛ وظلت تقوم بتحديثه والإضافة عليه في تسع طبعات متلاحقة على مدار ما تبقى من حياتها. وذكرت سومرفيل في الطبعة الثالثة من الكتاب عام 1836، أن صعوبة حساب موقع كوكب أورانوس ربما يشير إلى وجود كوكب آخر لمَّا يُكتشف بعد. وهذه الملاحظة ألهمت الفلكي البريطاني جون أدامز للبدء في الحسابات التي أدت في النهاية إلى اكتشاف كوكب نبتون.

انتقلت ماري سومرفيل مع عائلتها إلى إيطاليا بسبب مرض زوجها في عام 1838؛ حيث قضت هناك ما تبقى من حياتها. وتقديرًا لتلك العالمة، ستكون أول امرأة تظهر بجوار الملكة على العملة الاسكتلندية ذات فئة العشرة جنيهات إسترلينية في عام 2017؛ حيث أعلنت صحيفة الإندبندنت فوز سومرفيل في اقتراع نظمه البنك الملكي الاسكتلندي؛ حيث قام البنك بدعوة مستخدمي الفيسبوك لاختيار الشخصية التاريخية التي يودون أن تظهر على عملتهم الوطنية.


المراجع
www.smithsonianmag.com
womenshistory.about.com
www.theguardian.com
 

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية