كوم الدكة

كوم الدكة

يقع حي كوم الدكة في قلب مدينة الإسكندرية ويتميز بطابعه التقليدي القديم ذي الشوارع المتعرجة الضيقة، وعمارة مبانيه المتميزة، وموقعه المتفرد بين المسرح اليوناني الروماني وشارع فؤاد، أحد أقدم شوارع المدينة. ولحي كوم الدكة في حدِّ ذاته مكانة هامة وشهرة واسعة؛ فهو يعرف ليس فقط بطرازه المعماري النابض بالحياة، ولكن أيضًا بانطوائه على دلالة ثقافية كبيرة؛ من حيث كونه محل ميلاد الفنان الموسيقار سيد درويش، أحد أشهر ملحني مصر على الإطلاق.

وإقرارًا بالثراء الثقافي الذي تمثله هذه المنطقة، أجريت دراسة تهدف إلى إحيائها ترتكز على ثلاثة محاور، وهي: (1) الطبيعة الثقافية والاجتماعية للحي، (2) طبيعته المعمارية، (3) طبيعته الأثرية. وتقدم الدراسة مجموعة من المشروعات المقترحة لاستثمار التراث الثري الذي يمتلكه الحي، وتحويله إلى منطقة جذابة لاستضافة الأنشطة الثقافية والفنية.

تتطلب عملية إعادة تأهيل حي كوم الدكة إعادة التفكير والتخطيط للمساحة العامة، كما تستلزم كذلك تشجيع ملاك المقاهي والمباني المتواضعة الأخرى على الأخذ بعين الاعتبار الاستخدام الموسع والمُطَور للمباني والخدمات، والمرافق المتاحة. وسوف يتم إعادة تأهيل الميدان الرئيسي الكائن في وسط المنطقة وتحويله لساحة واسعة مفتوحة لتنظيم الأنشطة الثقافية والإبداعية من موسيقى، وعروض راقصة، ومعارض، ومهرجانات ومقاهٍ في الهواء الطلق؛ مما سيخلق تبادلاً فعالاً للخبرات بين قاطني المنطقة، وزائريها، والفنانين القائمين على تقديم الفنون المعاصرة المصرية والمحلية في بيئة تراثية تقليدية. ومن المتوقع أن يحقق نجاح هذه العملية مثالاً يحتذى به في مناطق أخرى في مدينة الإسكندرية وجميع أنحاء مصر.

يتكون مشروع إحياء حي كوم الدكة من أربع مراحل، وهي: (1) تقرير المعاينة الأولي والمشروع المبدئي، (2) المشروع النهائي التفصيلي، (3) مرحلة التنفيذ، (4) التقييم والتقرير النهائي. ولقد اكتملت المرحلة الأولى، في إطار برنامج دعم التنوع الثقافي والابتكار في مصر، التي شملت عقد الاجتماعات اللازمة، وتكوين فرق العمل، وأعمال البحث، وزيارات الموقع، وإجراء المقابلات مع سكان المنطقة. وتم توثيق نتائج الأبحاث في تقرير مبدئي يقدم بيانات تفصيلية عن الدراسات التي أجريت والمشروعات المقترحة لإحياء المنطقة؛ بالإضافة إلى تقارير المعاينة المكملة التي تغطي الدراسات المتعلقة بالإنشاءات وملكية المباني.

للاطلاع على الدراسة الأولية، برجاء الضغط هنا.